بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨٩
الاختلافات والاتهامات بين صفوف الإمامة الفكرية والمرجعية العقائدية نفسها، نشأت ألوان من التناقض العقائدي والفكري في جسم الأمة الإسلامية، كانعكاسات لأوجه التناقض في داخل تلك الإمامة الفكرية التي قررها الاجتهاد.
وأود أن أشير قبل ختام الحديث إلى نقطة، اعتبر توضيحها على درجة كبيرة من الأهمية، فإن بعض الباحثين يحاول التمييز بين نحوين من التشيع: أحدهما التشيع الروحي، والآخر التشيع السياسي ويعتقد أن التشيع الروحي أقدم عهدا من التشيع السياسي، وأن أئمة الشيعة الإمامية في أبناء الحسين عليه السلام قد اعتزلوا بعد مذبحة كربلاء السياسية وانصرفوا إلى الإرشاد والعبادة والانقطاع عن الدنيا.
والحقيقة إن التشيع لم يكن في يوم من الأيام منذ ولادته مجرد اتجاه روحي بحت، وإنما ولد التشيع في
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»