بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٩٢
لخلافة أبي بكر وللاتجاه الذي أدى إلى صرف السلطة عن الإمام عليه السلام إلى غيره.
ولم تنشأ في الواقع، النظرة التجزيئية للتشيع الروحي بصورة منفصلة عن التشيع الاجتماعي، ولم تولد في ذهن الإنسان الشيعي إلا بعد أن استسلم للواقع وانطفأت جذوة التشيع في نفسه كصفة محدودة لمواصلة القيادة الإسلامية في بناء الأمة وإنجاز عملية التغيير الكبيرة التي بدأها الرسول الكبير (ص) وتحولت إلى مجرد عقيدة يطوي الإنسان عليها قلبه أو يستمد منها سلوته وأمله.
وهنا نصل إلى ما يقال من أن أئمة أهل البيت عليهم السلام من أبناء الحسين عليه السلام اعتزلوا الحياة الاجتماعية وانقطعوا عن الدنيا، فنلاحظ أن التشيع بعد أن فهمناه كصيغة لمواصلة القيادة الإسلامية، والقيادة الإسلامية لا يعني إلا ممارسة عملية التغيير التي بدأها
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 » »»