بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٨٥
وهكذا جسد هذان النصان النبويان الشريفان في عدد كبير من أمثالهما كلتا المرجعيتين في أهل البيت عليهم السلام. وقد أخذ الاتجاه الإسلامي القائم على التعبد بنصوص النبي (ص) بكلا النصين، وآمن بكلتا المرجعيتين وهو اتجاه المسلمين الموالين لأهل البيت. ولئن كانت المرجعية القيادية الاجتماعية لكل إمام تعني ممارسته للسلطة خلال حياته فإن المرجعية الفكرية حقيقة ثابتة مطلقة لا تتقيد بزمان حياة الإمام. ومن هنا كان لها مدلولها العملي الحي في كل وقت فما دام المسلمون بحاجة إلى فهم محدد للإسلام وتعرف على أحكامه وحلاله وحرامه ومفاهيمه وقيمه فهم بحاجة إلى المرجعية الفكرية المحددة ربانيا المتمثلة أولا: في كتاب الله تعالى وثانيا: في سنة رسوله (ص) والعترة المعصومة من أهل البيت التي لا تفترق ولن تفترق عن الكتاب كما نص الرسول الأعظم.
وأما الاتجاه الآخر في المسلمين الذي قام على الاجتهاد
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»