بدلا عن التعبد بالنص، فقد قرر في البدء عند وفاة الرسول الأعظم (ص) تسليم المرجعية القيادية التي تمارس السلطة إلى رجالات من المهاجرين وفقا لاعتبارات متغيرة ومتحركة ومرنة، وعلى هدا الأساس تسلم أبو بكر السلطة بعد وفاة النبي مباشرة على أساس ما تم من تشاور محدود في مجلس السقيفة ثم تولى الخلافة عمر بنص محدد من أبي بكر، وخلفهما عثمان بنص غير محدد من عمر، وأدت المرونة بعد ثلث قرن من وفاة الرسول القائد إلى تسلسل أبناء الطلقاء الذين حاربوا الإسلام بالأمس إلى مراكز السلطة.
هذا فيما يتصل بالمرجعية القيادية التي تمارس السلطة، وأما بالنسبة إلى المرجعية الفكرية فقد كان من الصعب إقرارها في أهل البيت بعد أن أدى الاجتهاد إلى انتزاع المرجعية القيادية منهم لأن إقرارها كان يعني خلق ظروف الموضوعية التي تمكنهم من تسلم السلطة والجمع بين المرجعيتين، كما أنه كان من الصعب أيضا من الناحية