بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٤١
مسؤولية توعية تلك الشعوب على الإسلام وتحصين الأمة من أخطار هذا الانفتاح، وتطبيق أحكام الشريعة على الأرض المفتوحة وأهل الأرض وبالرغم من أن الجيل الرائد من المسلمين كان أنظف الأجيال التي توارثت الدعوة وأكثرها استعدادا للتضحية، لا نجد فيه ملامح ذلك الإعداد الخاص للقيمومة على الدعوة، والتثقيف الواسع العميق على مفاهيمها، والأرقام التي تبرز هذا النفي كثيرة لا يمكن استيعابها في هذا المجال.
ويمكننا أن نلاحظ بهذا الصدد، أن مجموع ما نقله الصحابة من نصوص عن النبي (ص) في مجال التشريع لا يتجاوز بضع مئات من الأحاديث، بينما كان عدد الصحابة يناهز اثني عشر ألفا على ما أحصته كتب التاريخ وكان النبي (ص) يعيش مع الآلاف من هؤلاء في بلد واحد وفي مسجد واحد صباحا ومساء، فهل يمكن أن نجد في هذه الأرقام ملامح الإعداد الخاص؟
والمعروف عن الصحابة أنهم كانوا يتحاشون من ابتداء النبي (ص) بالسؤال، حتى أن أحدهم كان ينتظر
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»