بصورة طبيعية عن طريق الاعتياديين من الصحابة، كما انعكست فعلا النصوص النبوية على فضل الإمام علي ووصايته عن طريق الصحابة أنفسهم، فكيف لم تحل الدوافع السياسية دون أن تصل إلينا مئات الأحاديث عن طريق الصحابة عن النبي (ص) في فضل علي (ع) ووصايته ومرجعيته، على الرغم من تعارض ذلك مع الاتجاه السائد وقتئذ، ولم يصلنا شئ ملحوظ من ذلك فيما يتصل بفكرة الشورى. بل حتى أولئك الذين كانوا يمثلون الاتجاه السائد، كانوا في كثير من الأحيان يختلفون في المواقف السياسية، وتكون من مصلحة هذا الفريق أو ذاك أن يرفع شعار الشورى ضد الفريق الآخر، ومع ذلك لم نعهد أن فريقا منهم استعمل هذا الشعار كحكم سمعه من النبي (ص) فلا حظوا على سبيل المثال موقف طلحة من تعيين أبي بكر لعمر واستنكاره لذلك وإعلانه السخط على هذا التعيين فإنه لم يفكر على الرغم من ذلك أن يلعب ضد هذا التعيين بورقة الشورى، ويشجب موقف أبي بكر، بأنه يخالف
(٣٩)