بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٤٣
حتى يكون (1).
وقرأ عمر يوما القرآن، فانتهى إلى قوله تعالى:
" فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا.
وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا " (2).
فقال: كل هذا عرفناه فما الأب؟ ثم قال: هذا لعمر الله هو التكلف، فما عليك أن لا تدري ما الأب، اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه.
وهكذا نلاحظ اتجاها لدى الصحابة إلى العزوف عن السؤال إلا في حدود المشاكل المحددة الواقعة. وهذا الاتجاه هو الذي أدى إلى ضالة النصوص التشريعية التي نقلوها عن الرسول (ص) وهو الذي أدى بعد ذلك الاحتياج إلى مصادر أخرى غير الكتاب والسنة، كالاستحسان

١ - سنن الدارمي: ١ / ٥٦.
٢ - عبس: ٢٨ - 32.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»