الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٩٠
التاسع في المدينة عندما توفي أبوه الامام الثامن، أحضره المأمون إلى بغداد عاصمة خلافته آنذاك، والظاهر أن المأمون أبدى احترامه وعطفه للجواد، وزوجه ابنته، وأبقاه عنده في بغداد، وفي الحقيقة أراد ان يراقب الامام من الخارج والداخل مراقبة كاملة.
مكث الامام التاسع زمنا في بغداد، ثم طلب من المأمون الرحيل إلى المدينة، وبقي فيها (المدينة) حتى أواخر عهد المأمون، وفي زمن المعتصم الذي استخلف المأمون، أحضر الإمام الجواد إلى بغداد مرتين، وكان تحت المراقبة الشديدة، وفي النهاية - كما ذكر - استشهد بدس السم إليه بتحريض من المعتصم على يد زوجة الامام 1.

(١) ارشاد المفيد ٢٩٧ / أصول الكافي ج ١: ٤٩٢ - ٤٩٧ / دلائل الإمامة ٢٠١ - ٢٠٩.
مناقب ابن شهرآشوب ج ٤: ٣٧٧ - ٣٩٩ / الفصول المهمة ٢٤٧ - ٢٥٨ تذكرة الخواص ٣٥٨.
الامام العاشر الإمام علي بن محمد (التقي ويلقب بالهادي أيضا) ابن الإمام التاسع، ولد سنة ٢١٢ هجري، في المدينة، واستشهد سنة ٢٥٤ هجري، (وفقا للروايات الشيعية) بأمر من المعتز الخليفة العباسي ٢.
عاصر الامام سبعا من خلفاء بني العباس، المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز.
وفي عهد المعتصم سنة ٢٢٠ هجري عندما استشهد أبوه في بغداد بواسطة السم الذي دس إليه، كان الامام العاشر في المدينة، نال منصب الإمامة بأمر من الله تعالى ووصية أجداده، فقام بنشر التعاليم الاسلامية حتى زمن المتوكل.
أرسل المتوكل أحد الأمراء إلى المدينة لجلب الامام من هناك إلى (٢) أصول الكافي ج ١: ٤٩٧ - 502 / ارشاد المفيد 307 / دلائل الإمامة 216 - 222 / الفصول المهمة 259 - 265 / تذكرة الخواص 362 مناقب ابن شهرآشوب ج 4: 401 - 420.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»