الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٩٥
ابلاغ لعلي بن محمد السمري بأنه سيموت ويودع هذه الحياة بعد ستة أيام، وبعدها تنتهي النيابة الخاصة، وتقع الغيبة الكبرى، وستستمر حتى يأذن الله تعالى بالظهور 1.
وحسب هذا التوقيع تنقسم غيبة الامام إلى قسمين:
الأول: الغيبة الصغرى، بدأت سنة 260 هجري، وانتهت في سنة 329، واستمرت حوالي سبعين عاما.
الثاني: الغيبة الكبرى، والتي بدأت سنة 329، وستستمر حتى يأذن الله تعالى، ويروى عن النبي الكريم (ص) في حديث متفق عليه (لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أمتي ومن أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما) 2.

(١) بحار الأنوار ج ٥١ ص ٣٦٠ - ٣٦١ / الغيبة تأليف الشيخ الطوسي ص ٢٤٢.
(٢) الفصول المهمة صفحة ٢٧١.
٩. بحث في ظهور المهدي (عج) من وجهة نظر العامة وكما أشرنا في بحث النبوة والإمامة، وفقا لقانون الهداية العامة الجارية في جميع أنواع الكائنات، فالنوع الانساني منه مجهز بحكم الضرورة بقوة (قوة الوحي والنبوة) ترشده إلى الكمال الانساني والسعادة النوعية، وبديهي ان الكمال والسعادة لو لم يكونا أمرين ممكنين للانسان الذي تعتبر حياته حياة اجتماعية، لكان أصل التجهيز لغوا وباطلا، ولا يوجد لغو في الخلقة مطلقا.
وبعبارة أخرى، ان البشر منذ ان وجد على ظهر البسيطة كان يهدف إلى حياة اجتماعية مقرونة بالسعادة وكان يعيش لغرض الوصول إلى هذه
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»