الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٦٢
5. الفرق بين النبي والامام ان تسلم الأحكام والشرائع السماوية، والتي تتم بواسطة الأنبياء، انما يثبت لنا موضوع الوحي وهذا ما مر علينا في الفصل المتقدم، وليس فيه ما يؤيد استمراريته وبقاءه على خلاف الحافظ والحامي الذي يعتبر أمرا مستمرا، ومن هنا نصل إلى نتيجة ان ليس هناك ضرورة ان يكون نبي بين الناس بصورة مستمرة، لكن يستلزم ان يكون امام بينهم، ويستحيل على مجتمع بشري ان يخلو من وجود امام سواء عرفوه أم لم يعرفوه، وقد أشار الحكيم في كتابه: فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين 1.
فكما أشرنا، يتفق ان تجتمع النبوة والإمامة في شخص واحد، فيمتاز بالمقامين النبوة والإمامة، (تسلم الشريعة والاحتفاظ بها والسعي في نشرها) وقد لا تجتمع في واحد، وهناك أدوار من الزمن خلت من وجود الأنبياء، الا ان هناك امام حق في كل عصر، ومن البديهي ان عدد الأنبياء محدود، ولم يظهروا في جميع الأدوار التي مرت بها البشرية.
يشير الحكيم في كتابه المبين إلى بعض الأنبياء الذين امتازوا بصفة الإمامة أيضا، كما في إبراهيم (ع) إذ يقول: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين 2.

(1) سورة الأنعام الآية 89.
(2) سورة البقرة الآية 124.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»