الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٦٣
وكذا قوله تعالى: وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا 1.

(1) سورة الأنبياء الآية 73.
6. الإمامة في باطن الأعمال كما أن الامام قائد وزعيم للأمة بالنسبة للظاهر من الأعمال، فهو قائد وزعيم بالنسبة للباطن من الأعمال أيضا، فهو المسير والقائد للإنسانية من الناحية المعنوية نحو خالق الكون وموجده.
لكي تتضح هذه الحقيقة لابد من مراعاة المقدمتين التاليتين:
أولا: ليس هناك من شك أو تردد في أن الاسلام وسائر الأديان السماوية، تصرح بأن الطريق الوحيد لسعادة الانسان أو شقائه هو ما يقوم به من أعمال حسنة أو سيئة، فالدين يرشده، كما أن فطرته وهي الفطرة الإلهية تهديه إلى ادراك الحسن والقبيح.
فالله سبحانه يبين هذه الأعمال عن طريق الوحي والنبوة، ووفقا لسعة فكرنا نحن البشر، وبلغة نفهمها ونعيها، بصورة الأمر والنهي والتحسين والتقبيح في قبال الطاعة أو التمرد والعصيان، يبشر الصالحين والمطيعين بحياة سعيدة خالدة، وقد احتوت على كل ما تصبو إليه البشرية من حيث الكمال والسعادة، وينذر المسيئين والظالمين بحياة شقية خالدة، وقد انطوت على البؤس والحرمان.
وليس هناك أدنى شك من أن الله تعالى يفوق تصورنا وما يجول في أذهاننا ولكنه لم يتصف بصفة البشر من حيث التفكير.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»