الشيعة في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٤
غايات واغراضا تناسب نوع الفعل، كما في الأعمال الطبيعية التي تتصف بالحركة غالبا، فان الغاية التي تسعى إليها هذه الحركة تعتبر الغاية والهدف لها، واما في لعب الأطفال وما يتناسب مع نوع اللعبة، فان هناك غاية خيالية وهمية، والهدف من اللعب هو الوصول إليه.
وفي الحقيقة ان خلقة الانسان والعالم، من أعمال الله تعالى وأنه منزه من أن يقوم باعمال عبث، دون هدف أو غرض، فهو الذي يخلق، ويرزق ويميت، وهكذا يخلق ويهلك فهل يتصور ان يكون خلقه هذا دون هدف معين، وغرض محكم يتابعه.
اذن لابد لخلق الكون والانسان، هدف وغاية ثابتة، وان الفائدة منه لا تعود إلى الله الغني المتعال، وكل ما فيه يعود للمخلوق. اذن يجب الاعتراف بأن الكون بما فيه الانسان يتجه ويسير نحو خلقة معينة خاصة، ووجود أكمل، لا يتصفان بالفناء والزوال.
وإذا أمعنا النظر في حالة الناس ووضعهم، ومدى تأثرهم بالتربية الدينية، فإننا نرى ان الناس ينقسمون إلى قسمين، أثر الارشادات الإلهية، والتربية الدينية، وهم الأخيار والأشرار، ومع هذا الوصف، لم نجد أي امتياز أو فارق في هذه الحياة، بل على العكس، وغالبا ما تكون الموفقية للأشرار والظالمين، أما الأخيار فإنهم على صلة بالفتن والمشاكل والحياة السيئة والحرمان وتحمل الظلم.
والحال هذه تقتضي العدالة الإلهية ان تكون هناك نشأة أخرى، حتى يجد فيها كل من الفريقين المذكورين، جزاء أعمالهم، ويحيون حياة تناسب حالهم، ويشير الله تعالى في كتابه العزيز إلى هاتين الحالتين بقوله:
وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون 1.

(1) سورة الدخان الآية 38.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»