الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٦٨
قلت: ومنهم صاحب (المشكاة) كما سيأتي.
الثالث: احتمال التصحيف فيها، فإن وقوع الاشتباه في لفظ (الحسين) و (الحسن) في الكتابة قريب جدا سيما في الخط الكوفي).
قلت: نقل الحافظ محمد پارسا هذا الاحتمال عن الجمهور، كما تقدم في الكتاب.
الرابع: أنها معارضة بأخبار كثيرة أصح سندا، وأظهر دلالة...) * * * هذا، ولنذكر بعض تلك الأخبار تبركا:
١ - الخبر الذي رواه الشيخ ابن الصباغ، والمتقدم سابقا، عن الحافظ الدارقطني في (الجرح والتعديل)، ورواه عنه الحافظ الكنجي في (الباب التاسع في تصريح النبي (ص) بأن المهدي (ع) من ولد الحسين (ع) في البيان ط النجف الأشرف مع كفاية الطالب ص ٥٠١).
٢ - ما رواه الحافظ الكنجي في (البيان ص ٥٠٩) في:
الباب الثالث عشر في ذكر كنيته، وأنه يشبه النبي (ص) في خلقه:
أخبرنا الحافظ أبو الحسن محمد ابن أبي جعفر القرطبي وغيره بدمشق، والمفتي صقر بن يحيى بن صقر الشافعي وغيره بحلب، قالوا جميعا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن، أخبرنا الحافظ أبو نعيمأحمد بن عبد الله عن محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العباس بن بكار حدثنا عبد الله عن الأعمش عن زر بن حبيش عن حذيفة قال: قال رسول الله (ص) (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام، يرد الله به الدين، ويفتح له فتوحا، فلا يبقى على ظهر الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله، فقام سلمان فقال:
يا رسول لله، من أي ولدك هو؟ قال: من ولد ابني هذا، وضرب بيده على الحسين) فعلم أن جماعة آخرين من الحفاظ - بالإضافة إلى من ذكره السيد الصدر - قد رووا حديث كون الإمام المهدي من ولد الإمام الحسين (ع) كالدارقطني والقرطبي وأبي نعيم.
٣ - وهذا نص رواية أبي نعيم في (الأربعين) كما في (كشف الغمة ج ٣ ص ٢٥٩) و (ينابيع المودة ص ٥٨٨) قال:
(السادس (في أن المهدي هو الحسيني)، وبإسناده عن حذيفة رضي الله عنه، قال، خطبنا رسول الله (ص) فذكر ما هو كائن، ثم قال: (لو لم يبق من الدنيا إ إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، من أي ولدك هو؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين) ٤ - وروى حديث حذيفة رضي الله عنه هذا، الحافظ محب الدين الطبري في (ذخائر العقبى ص ١٣٦) ثم قال:
(فيحمل ما ورد مطلقا فيما تقدم على هذا المقيد) وكان قد روى قبل هذا حديثا جاء فيه: (أن النبي (ص) خاطب فاطمة (ع) بقوله: (يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما - يعني من الحسنين (ع) - مهدي هذه الأمة).
٥ - وقال الحافظ البلخي في (ينابيع المودة ص ٥١٨) ما نصه:
(الباب الثاني والسبعون في الأحاديث التي ذكرها صاحب (مشكاة المصابيح).
- فقال بعد جملة من الأحاديث -: (وعن أبي إسحاق قال: قال علي - ونظر إلى ابنه الحسين -: إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله (ص)، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبههه في الخلق ولا يشبهه في الخلق، ثم ذكر قصة: يملأ الأرض عدلا، رواه أبو داود، ولم يذكر القصة) (وهنا تنبيهات) التنبيه الأول: ذكر السيد الصدر قدس سره في (المهدي ص ٥٨) رواية أبي داود المتقدم نقلها عن (سننه) ثم قال:
(وإلى ظاهر هذه الرواية ذهب بعض علماء أهل السنة وزعموا أن المهدي المنتظر من أولاد أبي محمد الحسن الزكي المجتبى سلام الله عليه، ومنهم: ابن حجر في (الصواعق) فنقل كلامه المتقدم نقله عن (الصواعق).
أقول: كيف يجمع بين هذا وبين ما تقدم عنه، حيث صرح بأن المهدي خلف الإمام الحسن العسكري، إذ من الواضح كون الإمام العسكري من ولد الإمام الحسين لا الحسن (ع).
التنبيه الثاني: يتضح بالمقارنة بين عبارة (الصبان) وعبارة (ابن حجر) المتقدمتين، أنهما متطابقتان، وهذا يقتضي أن الصبان قد انتحل كلام ابن حجر إلا أنه حذف منه كلمة (جدا) في آخره، مع تغيير له في أوله، فأين ترجيح رواية كون جده الحسن؟!.
التنبيه الثالث: قال السيد الصدر قدس سره في (المهدي ص ١٣٨) ما نصه بعد كلام له:
(بل يمكن أن يقال: إن لفظ (الغيبة) في حقه (ع) وإطلاق لفظ (الغائب) عليه شاهد على حياته، أو فيه إشعار بها، لأنها في مقابل الحضور والحاضر، لا الموت والميت، أو الذي سيولد بعد ذلك كما يدعيه الفاضل ابن أبي الحديد) قلت: ومنه غابت الشمس، وغاب الرجل عن بلده إذا سافر وبان، وغاب الشئ في الشئ، أي: بطن فيه واستتر، وفسر الغيب في قوله تعالى: (يؤمنون بالغيب) بما غاب عنهم مما أخبرهم النبي (ص) من أمر البعث والجنة والنار. وعن ابن الأعرابي: يؤمنون بالله... أنظر (الصحاح) و (لسان العرب) و (معجم مقاييس اللغة) و (البستان) وغيرها من كتب اللغة.
هذا، ويمكن أن يقال أيضا أن لفظ (البعث) و (الظهور) و (الإتيان) و (المجئ) لها إشعار بذلك كالغيبة، وهكذا إطلاق لفظ (الظاهر) و (المبعوث) و (الآتي) يفيد ما ذكر، فإن (الظاهر) مثلا، هو في اللغة (خلاف الباطن) و (ظهر الشئ) معناه: (تبين، وبرز، وانكشف.) وإن (المبعوث) مثلا: هو في اللغة (المرسل) فهذا معناه عند الاطلاق، وإن جاءت بمعان أخر، راجع (لسان العرب) و (معجم المقاييس) و (البستان).
* * * ومن علماء أهل السنة الذين صرحوا بولادة الإمام المهدي (ع) وأنه ابن الإمام الحسن العسكري من ولد الإمام الحسين:
(٣٩) - الشيخ سعد الدين الحموي. وهو من مشايخ الطريقة عندهم توفي سنة (٤٠) - جلال الدين محمد العارف الرومي الحنفي المعروف ب (المولوي) توفي سنة (٤١) - شمس الدين التبريزي، وهو من كبار العرفاء، وشيوخ الطريقة توفي سنة (٤٢) - الشيخ عبد الرحمن البسطامي، وهو من كبار علماء الحروف وأصحاب الشهود والكشوف، توفي سنة (٤٣) - السيد النسيمي، وهو من شيوخ المشايخ العظام، توفي سنة وهؤلاء بعض من ذكرهم الحافظ البلخي في (ينابيع المودة) فراجعه.
(٤٤) - المؤرخ ابن الأزرق المتوفى سنة نقل عنه ابن طولون في (الأئمة الاثنا عشر ص ١١٧ (٤٥) - الشيخ عمر بن الوردي المتوفى سنة في (تتمة المختصر في أخبار البشر ج ١ ص ٣١٩ (٤٦) - أبو بكر البيهقي. وهو من كبار حفاظهم، توفي سنة (٤٧) - القاضي الفضل ابن روزبهان. صاحب الرد على العلامة الحلي، توفي سنة (٤٨) الحافظ أبو الفتح ابن أبي الفوارس صاحب كتاب (الأربعين) وهو من المصادر المعتبرة، توفي سنة (٤٩) الشيخ علي القاري الهندي صاحب كتاب (المرقاة) وغيره من الكتب المعتبرة عندهم، توفي سنة (٥٠) الحسين بن معين الدين الميبدي اليزدي شارح ديوان أمير المؤمنين. وهو من كبار علمائهم، توفي سنة.
(٥١) الشيخ عبد الله المطيري صاحب كتاب (الرياض الزاهرة في فضل آل بيت النبي وعترته الطاهرة)، توفي سنة (٥٢) الشيخ عبد الرحمن الجامي. وهو من كبار المشايخ في التصوف، توفي سنة (٥٣) - الشيخ عامر البصري صاحب (القصيدة التائية التي عارض بها تائية ابن الفارض في المعارف)، توفي سنة وتجد كلمات هؤلاء وغيرهم في:
1 - كشف الأستار في الإمام الغائب عن الأبصار للحجة الأكبر المحدث الميرزا حسين النوري قدس سره.
2 - المهدي لآية الله السيد صدر الدين الصدر قدس سره.
3 - إلزام الناصب للعلامة الشيخ علي اليزدي الحائري.
4 - منتخب الأثر، للعلامة الشيخ لطف الله الصافي الكلپايكاني.