الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٦٦

فقال المعتمد: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال: هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر، وامتحنوا ذلك العظيم الشريف وزالت الشبهة عن الناس، ورجع الحسن إلى داره.
وتوفي رضي الله عنه، ويقال: أنه مات بالسم، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه عشر سنين، لكن أتاه الله تعالى الحكمة، وسمي القائم المنتظر لأنه ستر وغاب، فلم يعرف أين ذهب).
موجز ترجمته وابن حجر - كما هو معروف - من أكابر علماء تلك الطائفة، ومن المحدثين المعتمدين عندهم، وقد اشتهر بتهجمه على الشيعة الإمامية، وكتاب (الصواعق المحرقة) أكبر شاهد على ذلك.. وله أيضا (تطهير الجنان... توفي سنة (٣٥) ابن بدر الدين الرومي ومنهم: المولى محمد الشهير بابن بدر الدين الرومي الحنفي، الشيخ الحرم المحمدي المتوفى سنة ١٠٠١.
قال في شرحه على (البردة) المسمى ب‍ (طراز البردة) في شرح قول البوصيري:
محمد سيد الكونين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم) قال - بعد كلام له -: (وبه ختم النبوة التشريعية، فلا نبي بعده إلى يوم القيامة. وسيختم بولده الصالح المسمى باسمه، المكنى بكنيته، الولاية التامة، والإمامة العامة، المبشر بأن يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ولا تأتينكم الساعة إلا بغتة.
اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بظهوره وحضوره، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا).
راجع (عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار) مجلد حديث النور. كان شيخ الحرم المحمدي توفي سنة ١٠٠١.
وقد ذكر الكاتب الجلبي القسطنطيني كتابه المذكور في (كشف الظنون ج ٢ ص ١٣٣٣).
(٣٦) الشبلنجي ومنهم: السيد مؤمن بن حسن الشبلنجي، فقد قال في كتابه (نور الأبصار ص ١٦٨) ما نصه:: - فصل في ذكر مناقب محمد بن الحسن الخالص ابن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم.
أمه: أم ولد، يقال لها: نرجس، وقيل: صقيل، وقيل سوسن، وكنيته: أبو القاسم، ولقبه الإمامية بالحجة، والمهدي، والخلف الصالح، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان. وأشهرها المهدي) ثم نقل كلمات ابن الصباغ، وابن حجر، والشعراني، وابن العربي، وكلمة الحافظ الكنجي بطولها وقد تقدمت جميعا، ولا شك في أن نقله لهذه الكلمات ظاهر في أنه يعتقد هذا الإعتقاد ويذهب إلى هذا المذهب.
موجز ترجمته وإليك بعض مصادر ترجمته:
١ - ريحانة الأدب ج ٢ ص ٣٩٩.
٢ - الكنى والألقاب للمحدث القمي ج ٢ ص ٣٢٤.
٣ - هدية العارفين ج ٢ ص ٤٨٣.
4 - ذيل كسف الظنون ص 683.
(37) القونوي ومنهم: الشيخ صدر الدين القونوي، فقد قال الحافظ البلخي القندوزي في (ينابيع المودة ص 561) ما نصه:
(قال الشيخ صدر الدين القونوي قدس الله سره، وأفاض علينا فيوضه وعلومه في شأن المهدي الموعود عليه السلام، شعرا:
يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا على رغم شيطانين يمحق للكفر يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه ويمتد من ميم بأحكامها يدري ومدته ميثاق موسى وجنده خيار الورى في الوقت يخلو عن الحصر على يده محق اللئام جميعهم بسيف قوي المتن علك أن تدري حقيقة ذاك السيف والقائم الذي يعين للدين القويم على الأمر لعمري هو الفرد الذي بأن سره بكل زمان في مضاء له يسري تسمى بأسماء المراتب كلها خفاء وإعلانا كذاك إلى الحشر إلى آخر الأبيات.
قال البلخي (وقال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه: أن الكتب التي كانت لي من كتب الطب والحكمة وكتب الفلاسفة بيعوها، وتصدقوا بثمنها على الفقراء. وأما كتب التفاسير والأحاديث والتصوف فاحفظوها في دار الكتب، واقرأوا كلمة التوحيد لا إله إلا الله سبعين ألف مرة ليلة الأولى بحضور القلب، وبلغوا مني سلاما إلى المهدي (ع)).
موجز ترجمته والشيخ القونوي - كما يظهر من (طبقات الشعراني) - من أعاظم مشايخ الصوفية، وكبار أهل الله عز وجل وإليك نص كلامه:
- ومنهم: الشيخ محمد القونوي رحمه الله، صاحب ابن العربي، له (تفسير الفاتحة) في مجلد، وله مؤلفات أخر، عاش نيفا وستين سنة، ومات سنة اثنتين وسبعين وستمائة بقونوية، وأوصى أن ينقل تابوته إلى دمشق يدفن عند الشيخ محي الدين ابن العربي شيخه، فلم يتفق، وكان مبتلى بالإنكار عليه إلى أن مات رضي الله عنه) ج 1 ص 203.
ويقصد من الضمير في قوله: ومنهم... ما ذكره في أول كتابه بعد الخطبة.
وهذا نصه:
(وبعد فهذا كتاب لخصت فيه طبقات جماعة من الأولياء الذين يقتدى بهم في طريق الله عز وجل من الصحابة والتابعين إلى آخر القرن التاسع، وبعض المعاشر، ومقصودي بتأليفه فقه طريق القوم في التصرف من آداب المقامات والأحوال لا غير...) ثم قال - بعد كلام طويل -: (فأولهم أبو بكر الصديق...) ثم قال: (ومنهم: الإمام عمر بن الخطاب) ثم قال: (ومنهم الإمام عثمان بن عفان) ثم قال: (ومنهم: الإمام علي ابن أبي طالب) ومن ذلك يفهم شأن القونوي.
ويشير بقوله: وكان مبتلى بالإنكار عليه إلى أن مات، إلى ما ذكر قبل ذلك في المقدمة من ص 4 إلى ص 17، من محن جماعة من المتصوفة، وإنكار العلماء، وسائر الناس عليهم أفعالهم، وطعنهم في أقوالهم وعقائدهم، وقد شرح هناك محن الشيخ ابن العربي، وابن الفارض، والحلاج، والرفاعي، وغيرهم (38) الصبان ومنهم: الشيخ محمد الصبان، فإن له كلاما مفصلا حول الإمام المهدي (ع) في كتابه (إسعاف الراغبين المطبوع بهامش نور الأبصار ص 133) ومن ذلك قوله:
(وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه (اليواقيت والجواهر): المهدي من ولد الإمام حسن العسكري، مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم، هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركه الرطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حين اجتمع به ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص رحمها الله تعالى.
وقال الشيخ محي الدين في (الفتوحات): اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي (ع) لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما، فيملؤها قسطا وعدلا، وهو من عترة رسول الله (ص) ومن ولد فاطمة رضي الله تعالى عنها، جده الحسين بن علي ابن أبي طالب، ووالده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي - بالنون - ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد النقي - بالتاء - ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم.
يواطئ اسمه اسم رسول الله (ص) يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول الله (ص) في الخلق بفتح الخاء، وينزل منه في الخلق بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله (ص) في أخلاقه...) إلى آخر ما نقل عنه في الكتاب.
ثم قال بعد نقل كلمات أخرى عن ابن العربي: (ولا يخفى أن ما ذكره من كون جده الحسين مناف لما مر من ترجيح رواية كون جده الحسن، وأن ما ذكره من كون والده الحسن العسكري مناف لما مر في بعض الروايات من كون اسم أبيه يواطئ اسم أبي رسول الله ((ص) إلى آخره.
(مع الصبان) لقد علم من الشيخ الصبان، أنه لا يختلف مع الشيخ الشعراني في كون الإمام المهدي (ع) مولودا باقيا إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم، وبذلك يتم غرضنا.
وإنما يختلف مع الشيخ ابن العربي، في جهات أهمها جهتان:
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»