الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٦٥
في المهدي المنتظر، ويهتفون بما نحن نعتقده من وجوده الآن، وغيابه عن الأبصار وما هم إلا جل من كل، ممن صرح بهذا الاعتقاد، ونوه بهذا الحكم العادل، وهل بعدما سمعت من الأحاديث المتضافرة، وأقوال علماء أهل السنة المتكاثرة مجال لمريب؟ ومطمع المشكك؟ والحق أحق أن يتبع، والباطل أجدر أن يمحى عن صحيفة الصدور (*).
* أقول: نستدرك عليه - إتماما للفائدة - بذكر جماعة آخرين من كبار علمائهم الذين وافقونا في عقيدتنا، بأن المهدي أرواحنا فداه مولود، وأنه حي باق إلى أن يأذن الله تعالى له بالظهور. فإن منهم من صرح بهذا الاعتقاد تصريحا كاملا، ومنهم من صرح بولادته عليه السلام وأنه ابن الحسن العسكري (ع) فحسب، وذلك يستلزم كونه معتقدا ببقائه وحياته بلا ريب، وإلا لذكر أو نوه عما يخالفه.
(١٦) الحافظ القندوزي ومنهم: الحافظ الشيخ سليمان بن أحمدالقندوزي الحنفي المتوفى سنة ١٢٩٤ حيث قال في (ينابيع المودة ص ٥٤٠) ما نصه:
(الباب التاسع والسبعون: في ذكر ولادة القائم المهدي عليه السلام، وزايجة ولادته، وزايجة عيسى (ع). - فنقل قصة ولادته عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة ابن الإمام موسى الكاظم (ع) عن حكيمة بنت الإمام الجواد (ع) وعمه الإمام العسكري (ع) المتقدمة سابقا، ثم قال في ص ٥٤١ ما نصه) (وفي فصل الخطاب للسيد الشيخ الكامل العالم العامل خواجة محمد پارسا أسبق خلفاء بهاء الدين محمد الملقب ب (شاه نقشبند) قدس الله سرهما، وأفاض علينا فتوحهما وبركاتهما:
ومن أئمة أهل البيت الطيبين: أبو محمد الحسن العسكري، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، يوم الجمعة السادس من ربيع الأول، ودفن بجنب أبيه، وكانت مدة بقاء الحسن العسكري بعد أبيه رضي الله عنهما، ست سنين، ولم يخلف ولدا غير أبي القاسم محمد المنتظر المسمى بالقائم والحجة والمهدي، وصاحب الزمان، وخاتم الأئمة الاثني عشر عند الإمامية.
وكان مولد المنتظر النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمه:
أم ولد، يقال لها: نرجس. توفي أبوه وهو ابن خمس سنين، فاختفى إلى الآن.
وأبو محمد الحسن العسكري ولده محمد المنتظر المهدي رضي الله عنه معلوم عند خاصة أصحابه، وثقات أهله) إلى آخر ما نقل عنه المؤلف رحمه الله.
ثم قال - بعد نقل كلام عن (الصواعق) لابن حجر، سيأتي نصه -:
(فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات، إن ولادة القائم (ع) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء...) والحافظ البلخي: من ثقات علماء أهل السنة وأعلامهم، ومن مشايخ الصوفية وأعاظمهم. راجع ترجمته في مقدمة كتابه (ينابيع المودة) ط النجف الأشرف.
رجال الحديث الدهلوي ومنهم: الحافظ وكبار العلماء الذين جاءت أسماؤهم في سند حديث ولي الله الدهلوي المتقدم نقله في الكتاب.
وهم:
(١٧) الشيخ حسن بن علي العجمي المتوفى سنة (١٨) الحافظ جمال الدين الباهلي المتوفى سنة (١٩) الشيخ محمد الحجازي الواعظ المتوفى سنة (٢٠) الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيالمتوفى ٩١٠ - (٩١١) ظ (٢١) الحافظ أبو نعيم رضوان العقبى المتوفى سنة (٢٢) الحافظ شمس الدين ابن الجزري المتوفى سنة ٨٣٣ (٢٣) الإمام الزاهد جمال الدينمحمد بن محمد الجمال المتوفى سنة (٢٤) الحافظ محمد بن مسعود البغوي المتوفى سنة (٢٥) الشيخ إسماعيل مظفر الشيرازي المتوفى سنة (٢٦) الشيخ المحدث عبد السلام بن أبي الربيع المتوفى سنة (٢٧) الشيخ أبو الكرم عبد الله بن شاپور القلانسي المتوفى سنة (٢٨) الإمام الشيخ محمد الآدمي المتوفى سنة (٢٩) الشيخ سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المتوفى سنة (٣٠) الحافظ أحمد بن محمد بن هاشم البلدذري المتوفى سنة (٣١) الشيخ على الخواص ومنهم: الشيخ علي الخواص، فقد تقدم عن الشيخ الشعراني قوله في (اليواقيت والجواهر) بعد كلام له حول الإمام المهدي (ع) (هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي حين اجتمع به، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهما الله) فهو إذا من المعتقدين بوجود الإمام المهدي وحياته منذ ولادته.
موجز ترجمة والشيخ علي الخواص: من كبار مشايخ الصوفية، فقد ذكره الشيخ الشعراني في (لواقح الأنوار في طبقات الأخيار ج ٢ ص ١٥٠) بقوله:
(ومنهم: شيخي وأستاذي وسيدي: علي الخواص البرلسي رضي الله عنه ورحمه الله، كان رضي الله عنه أميا لا يكتب ولا يقرأ، وكان رضي الله عنه يتكلم في معاني القرآن العظيم والسنة المشرفة كلاما نفيسا تحير فيه العلماء، وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو والإثبات، فكان إذا قال قولا لا بد أن يقع على الصفة التي قال.
وكنت أرسل له الناس يشاورونه عن أحوالهم، فما كان قط يحوجهم إلى كلام، بل كان يخبر الشخص بواقعته التي أتى لأجلها قبل أن يتكلم، فيقول: طلق مثلا، أو شارك، أو فارق، أو اصبر، أو سافر، أو لا تسافر. فيتحير الشخص ويقول: من أعلم هذا بأمري؟!
وكان له طب غريب... وسمعت سيدي محمد بن عنان رضي الله عنه يقول:
الشيخ علي البرلسي أعطي التصريف في ثلاثة أرباع مصر، وقراها، وسمعته يقول مرة أخرى: لا يقدر أحد من أرباب الأحوال أن يدخل مصر إلا بإذن الشيخ علي الخواص رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه يعرف أصحاب النوبة في سائر أقطار الأرض، ويعرف من تولى منهم ساعة ولايته ومن عزل ساعة عزله، ولم أر هذا القدم لأحد غيره من مشايخ مصر إلى وقتي هذا.
وكان له اطلاع عظيم على قلوب الفقراء، فكان يقول: فلان اليوم زاد فتوحه كذا وكذا دقيقة، وفلان نقص اليوم كذا وكذا...) إلى غير ذلك من الكرامات التي ذكرها له حتى ص 169.
(32) العلامة ابن الحساب ومنهم: أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الخشاب، إذ تقدمت روايته في الكتاب، رواها الشيخ ابن الصباغ عن كتابه (مواليد أهل البيت). وابن الخشاب من مشاهير علمائهم، وكبار محدثيهم، وقد نقل المؤلف رحمه الله ترجمته عن (الأعلام) ويمكنك الاطلاع على مزيد من ترجمته، بمراجعة:
1 - إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي ج 2 ص 91.
2 - بغية الوعاة لجلال الدين السيوطي ج 2 ص 29 3 - الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 9 ص 114.
4 - وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 47 - 53.
5 - مرآة الجنان لليافعي ج 3 ص 381.
(33) الشيخ حسن العراقي ومنهم: الشيخ حسن العراقي، وقد علمت من رواية الشيخ الشعراني المتقدمة أنه قد اجتمع بالإمام المهدي عليه الصلاة والسلام.
موجز ترجمته: والعراقي - هذا - من كبار مشايخ الصوفية، ذكره الشيخ الشعراني في (لواقح الأنوار ج 2 ص 139) بقوله:
(ومنهم: الشيخ العارف بالله تعالى سيدي حسن العراقي رحمه الله تعالى، المدفون بالكوم خارج باب الشعرية...) وسيأتي بيان معنى قوله: - ومنهم... في أول الترجمة.
(34) ابن حجر المكي ومنهم: الحافظ الشيخ ابن حجر الهيتمي المكي، فقد قال الحافظ القندوزي في (ينابيع المودة ص 543) ما نصه:
(وفي الصواعق المحرقة للشيخ ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي: أبو محمد الحسن الخالص العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولما حبسه المعتمد ابن المتوكل وقع قحط شديد، فخرج المسلمون للاستسقاء ثلاثة أيام لم يستسقوا، فخرج النصارى ومعهم راهب، فلما مد يده إلى السماء غيمت فأمطرت في اليوم الأول ثم في اليوم الثاني كذلك، فشك بعض جهلة المسلمون وارتد بعضهم: فشق ذلك على المعتمد، فأمر بإحضار الحسن العسكري وقال له: أدرك أمة جدك (ص)، قبل أن يهلكوا، فقال الحسن: في إطلاق أصحابه من السجن، فأطلق كلهم له، فلما رفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء، فأمر الحسن رضي الله عنه رجلا بالقبض بما في يد الراهب، فإذا عظم آدمي في يده، فأخذه من يده وقال: استسق فرفع يده إلى السماء فزال الغيم، وظهرت الشمس، فعجب الناس من ذلك،