الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٦٤
كتابه (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين) (1).
(المهدي من ولدي تكون له غيبة، إذا ظهر يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما). عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
قال رسول الله (ص): (إن عليا وصيي ومن ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر ابن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: أي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، ثم قال: يا جابر إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله، فإياك والشك، فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر). عن الحسن ابن خالد، قال: قال علي بن موسى الرضا رضي الله عنه: (لا دين لمن لا ورع له وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، أي: أعملكم بالتقوى. - ثم قال -: أن الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور وظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء، يسمعه جميع أهل الأرض، ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق فيه ومعه، وهو قول الله عز وجل: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).
* * * فهؤلاء أعاظم أهل السنة، وأكابر محدثيهم، كما تراهم يصرحون بعقيدتهم

(1) ينابيع المودة ص 448
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»