الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٧٢
كما قال الله تعالى: (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) (1)، فكما أن النبي (ص) حجة لا تبطل نبوته بحبسه أو غيبته، فكذا الإمام. ولا أثر لطول الغيبة أو قصرها، فلقد غاب نبينا (ص) في الغار وغيره ولم تبطل نبوته، فهكذا غاب إمامنا الحجة القائم المنتظر، ولم تبطل إمامته (*).
وإن بقي شك لأحد بعد ذلك في حصر الإمامة في أئمتنا الاثني عشر، فنحن نورد له بعض الأحاديث الشريفة الدالة على إمامتهم بتصريح أسمائهم التي رويت من طريق السنة، لينكشف عن قلبه غطاء الشك، وغيوم الشبهة.

(١) سورة النساء.
* قلت: ومن أقوى الأدلة من الأحاديث في هذا الباب، حديث الثقلين المشهور المتواتر القطعي الذي اتفقت الأمة على روايته، وله ألفاظ وطرق كثيرة جدا ومن ألفاظه (إني تارك فيكم الثقلين، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) فإنه يدل على وجوب اتباع الأئمة من أهل البيت (ع) كوجوب اتباع القرآن، وهذا يستلزم العصمة، وعلى أنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، ولا يغني أحدهما عن الآخر، وعلى أن الأئمة باقون ما بقي القرآن، وعلى أنه كما لا يسقط وجوب اتباع القرآن بالإعراض عنه وعدم العمل به، فكذلك الأئمة لا تسقط إمامتهم بإعراض الناس عنهم، وعلى أنه من لم يتبعهم ضل، ولذلك قال (ص) في حديث آخر متفق عليه مشهور: (من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية) وهو يدل - هو الآخر - على وجود الإمام في كل زمان، وعلى وجوب اتباعه.
هذا. وقد بحث آية الله العظمى السيد حامد حسين الموسوي الهندي - جد المؤلف - حديث الثقلين من حيث سنده ووجوه دلالته في مجلدين ضخمين.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»