الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٦٠
(ثم قال بعد نبذة من الكلام): - قال الشيخ أبو سعيد محمد بن يوسف ابن محمد الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان): من الدلالة على كون المهدي حيا باقيا منذ غيبته إلى الآن، أنه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى إلى آخره.
(وقال في آخر المبحث): - قال بعض علماء أهل الأثر: المهدي هو القائم المنتظر، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره وتظاهرت الروايات على إشراق نوره، وسيستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره، وتنجلي برؤيته الظلم انجلاء الصباح عن ديجوره، ويخرج من أسرار الغيبة فيملأ القلوب بسروره.
(وقال في ذكر الإمام الحسن العسكري (ع): - وخلف أبو محمد الحسن رضي الله عنه من الولد: - ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده، وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان، وتطلبه الشيعة وحبسهم والقبض عليهم).
(14) الشاه ولي الله الدهلوي ومنهم:
الشاه ولي الله الدهلوي (1) (والد صاحب التحفة) في كتابه (النزهة)،

(١) موجز ترجمته هو من العلماء الكبار السنيين توفي سنة ١١٧٦.
قال محمد معين بن محمد أمين في كتابه (دراسات اللبيب): (ولقد سمعنا شيخنا عالم الهند، وعارف وقته الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي رحمه الله تعالى يدعي ويقول حديثا من الأحاديث الصحيحة يرد على العلماء الأربعة بأجمعهم يكون حجة عليهم فيما ذهبوا إليه، والأمر على ما قال رحمه الله تعالى، ونفعنا ببركات حقائقه وعلومه وأحواله).
وقال الشيخ أكمل شرف الدين محمد في كتابه (الوسيلة إلى الله):
(ومن كان له لطف قريحة، وطالع مصنفاته (الضمير يرجع إلى ولي الله الدهلوي) الشريفة، وتحقق بقواعدها وقوانينها، لم تبق له ريبة في تصديق هذا المطلب الأهنى، والمقصد الأقصى، (قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) خصوصا كتاب (الحجة البالغة) و (اللمحات) و (ألطاف القدس) و (الهمعات في المكتوب المرسل إلى المدينة) و (المسوى) وغير ذلك.
وغير هذين العلمين من علماء السنة أيضا نقلوا فضله وترجمته في كتبهم كأبي علي محمد الملقب بارتضا العمري الجوقاموي البخاري في (مدارج الإسناد) ورشيد الدين الدهلوي في (الإيضاح) وحيدر علي الهندي في (منتهى الكلام) وصديق حسن خان الهندي في (أبجد العلوم) وغيرهم، قلت: هذا، بالإضافة إلى الكلمات التي وصفه بها في الثناء عليه، ابنه وتلميذه عبد العزيز الدهلوي في (بستان المحدثين) و (رسالة أصول الحديث) وغيرهما من كتبه، وإنه ليتباهى بكون والده - ولي الله هذا - هو الواسطة بينه وبين أئمة الحديث عندهم، وبأنه أعطاه إجازة جميع ما يجوز له روايته... تجد كل ذلك في مواضع عديدة من (عبقات الأنوار)... فعلى هذا فإن عبد العزيز الدهلوي أيضا يروي هذا الحديث، وهذه فائدة.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»