الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٥٣
من الأدلة على كون المهدي حيا باقيا بعد غيبته إلى الآن، وأنه لا امتناع في بقائه، كبقاء عيسى بن مريم، والخضر، وإلياس، من أولياء الله تعالى، وبقاء الأعور الدجال، وإبليس اللعين من أعداء الله تعالى وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة.
أما عيسى (ع) فالدليل على بقائه قوله تعالى: (وأن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد، فلا بد أن يكون في آخر الزمان. ومن السنة: ما رواه مسلم في (صحيحه عن ابن سمعان في حديث طويل في قصد الدجال، قال: فينزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام عند المنارة البيضاء بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين. وأما الخضر وإلياس فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر وإلياس باقيان يسيران في الأرض. وأما الدجال فقد روى مسلم في (صحيحه) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله (ص) حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدثنا أن قال: (يأتي وهو محرم عليه أن يدخل عتبات المدينة، فينتهي إلى بعض السياخ التي تلي المدينة فيخرج إليه رجل هو خير الناس، أو من خير الناس فيقول الدجال: إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»