الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٥٩
في كتبهم واعتنوا بجمعها. (ثم بعد ذكر أحاديث كثيرة جاءت في صاحب الزمان قال:) وعن ابن هارون العبدي قال: أتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، فقلت له: هل شهدت بدرا؟ قال: نعم، فقلت: ألا تحدثني بما سمعت من رسول الله (ص) في علي (ع) وفضله؟ قال: بلى أخبرك، (أن رسول الله (ص) مرض مرضة، نقه منها، فدخلت عليه فاطمة (ع) وأنا جالس عن يمين النبي (ص) فلما رأت فاطمة ما برسول الله (ص) من الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها، فقال لها رسول الله (ص): ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: أخشى الضيعة يا رسول الله. فقال رسول الله (ص): (يا فاطمة إن الله تعالى اطلع على الأرض اطلاعة على خلقه، فاختار منهم أباك، فبعثه نبيا، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إلي أن انكحه فاطمة فأنكحته إياك، واتخذته وصيا، أما علمت أن بكرامة الله تعالى إياك زوجك أغزرهم علما، وأكثرهم حلما، وأقومهم سلما؟ فاستبشرت فأراد رسول الله (ص) أن يزيدها من مزيد الخير الذي قسمه الله تعالى لمحمد (ص) قال: فقال لها: يا فاطمة، ولعلي ثمانية أضراس - يعني: مناقب -: إيمان بالله ورسوله، وحكمته، وزوجته، وسبطاه الحسن والحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، يا فاطمة، نحن أهل البيت أعطينا ست خصال، لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا: نبينا خير الأنبياء، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا مهدي الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم، ثم ضرب على منكب الحسين (ع) وقال: من هذا مهدي هذه الأمة.) هكذا أخرجه الدارقطني صاحب (الجرح والتعديل).
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»