الإمام الثاني عشر عليه السلام - السيد محمد سعيد الموسوي - ج ١ - الصفحة ٣٢
رسول الله (ص) في الخلق - بفتح الخاء - وقريبا منه في الخلق، أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية، ويعدل به في الرعية، يمشي الخضر بين يديه، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، ويقفو أثر رسول الله (ص)، له ملك يسدده من حيث لا يراه، يفتح المدينة الرومية بالتكبير، مع سبعين ألفا من المسلمين، يعز الله به الإسلام بعد ذله، ويحييه بعد موته، ويضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل، ومن نازعه خذل، يحكم بالدين الخالص عن الرأي، ويخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء، فينقبضون لذلك، لظنهم أن الله تعالى لا يحدث بعد أئمتهم مجتهدا، (وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال (1) - واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح به المسلمون، خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون، يقيمون دعوته وينصرونه، هم الوزراء له، يتحملون أثقال المملكة عنه، ويعينونه على ما قلده الله به، ينزل عليه عيسى بن مريم (ع) بالمنارة البيضاء، شرق دمشق متكئا على ملكين، ملك عن يمينه وملك عن يساره، والناس في صلاة العصر، فيتنحى الإمام من مقامه، فيتقدم فيصلي بالناس،، يؤم الناس بسنة نبينا محمد (ص) ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله إليه المهدي طاهرا مطهرا). (3) الشيخ الشعراني ومنهم:
عبد الوهاب الشعراني (2)

(1) هذا قول صاحب (مشارق الأنوار).
(2) وهو الشيخ العارف الخبير أبو المواهب عبد الوهاب بن علي الشعراني المتوفى سنة 973. وهو من أجلة علماء السنة وأكابرهم كما هو مذكور في كتبهم، ويعتقده شاه ولي الله: من أولياء الله كما لا يخفى على من يرى رسالته المسماة ب‍ (الانتباه في سلاسل أولياء الله)، وأبو مهدي الأستاذ عبد الله محمد بن العياشي المغزلي في (مفتاح كنز الدراية ورواية المجموع من درر المجلد المسموع) يعده من مشايخه وأساتذته كما يقول في ذكر حزب البحر (صحبته - أي شيخه - المدة المذكورة في أول الترجمة، وعادت علي بركة صحبته، وهو صحب العلامة القاضي بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر القرافي آخر قضاة العدل بمصر، والشيخ العارف بالله تعالى الواعظ المتكلم على القلوب أبا عبد الله محمد بن الترجمان الحنفي، وهما صحبا الولي العارف بالله صاحب التصانيف السائرة أبا محمد عبد الوهاب الشعراوي، وهو صحب شيخ الإسلام أبا يحيى زكريا بن محمد الأنصاري، وهو صحب الشيخ الإمام الحافظ المقري أبا النعيم زين الدين رضوان بن محمد العقبي، وهو صحب شيخ الإسلام وأستاذ القراء شمس الدين أبا الخير محمد بن محمد الجزري - ثم قال بعد ذكر هذه السلسلة الطويلة -: وليتأمل المحب المخلص المتطلب الصلاح الحريص على اتصال حزب الفلاح والنجاح: ما اتفق له في هذه الطريقة المنيفة والسلسلة الشريفة من الاتصال بأعيان الصحابة الأربعة الخلفاء، وأرباب المذاهب الأربعة الأئمة الحنفاء، فلله الحمد والمنة وإياه نسأل الاعتصام بالسنة) * وراجع أيضا (التحفة البهية في طبقات الشافعية للشرقاوي)، وكتابه (لواقح الأنوار) هو طبقات الصوفية وهو من الكتب المعتبرة لديهم.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»