الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٦٨
يدل على أن أمرا صدر مع عمرو بن حريث كان هو السبب في نهي عمر عن المتعة ولم أطلع على قصة عمرو ابن حريث ولا ذكرها النووي في شرح صحيح مسلم (واعتذار النووي) في الشرح المذكور عن ذلك بقوله هذا محمول على أن الذي استمتع في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لم يبلغه النسخ وقوله حتى نهانا عنه عمر يعني حين بلغه النسخ انتهى.
تكلف غير مسموع فإن مثل هذا الحكم الذي يكثر به الابتلاء لم يكن ليخفى على مثل جابر وعمر كل هذه المدة في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد موته وهما من أكابر الصحابة وموجودان دائما في خدمة النبي صلى الله عليه وآله وقد نسخ في حجة الوداع أو فتح مكة أو غيرهما على رؤوس الأشهاد فلم يبلغهما إلا في خلافة عمر أن هذا ما لا يكون (وفي تفسير الفخر الرازي) عند ذكر الاحتجاج على إباحة متعة النساء عن عمران بن الحصين أنه قال إن الله أنزل في المتعة آية وما نسخها بآية أخرى وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمتعة وما نهانا عنها ثم قال رجل برأيه ما شاء يريد أن عمر نهى عنها انتهى وسيأتي قريب من هذا عن عمران بن حصين في أخبار متعة الحج.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»