الله فهو خير له ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ولا يمنع العقل من تعظيمها والتبرك بها وزيارتها والتوسل إلى الله تعالى ببركة أصحابها. وقد ورد لذلك نظائر في الشرع فإن الله تعالى أوجب تعظيم الكعبة المشرفة واستقبالها في الصلاة وحرم استقبالها واستدبارها حال التخلي وجعل لمكة المكرمة حرما وأعطى النبي صلى الله عليه وآله الشفاعة باتفاق المسلمين كما دلت عليه الأخبار وقال الله تعالى " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " فأثبت الشفاعة في الجملة. فإن كان المراد من عبادة القبور هو زيارتها وتعظيمها والتبرك بها والصلاة لله تعالى عندها فقد عرفت أنه أمر راجح وإن أراد اتخاذها إلها فما رأينا أحد من المسلمين يعتقد ذلك هذا كله بعد كون أهل القور ممن يستحق التعظيم لا بمجرد كونه من المجانين أو الحشاشين أو المشعبذين والدجالين وغيرهم ممن يدعي لهم الولاية وينسب إليهم أعظم المعجزات والكرامات ترويجا لأعراض الدنيا. مذهب الوهابية أما الوهابية الذين أشرنا إليهم فلا بأس بذكر مبدأ أمرهم وبعض معتقداتهم ومبتدعاتهم ليكون الناظر في أمرهم على بصيرة (قال ملطبرون الإفرنجي) في جغرافيته
(٢٩)