الحصون المنيعة - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٥
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أولئك إذا كان فيه الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة.
(والجواب) عن هذه الأخبار بعد تسليم صحة سندها وأنها ليست أخص من المدعى.
(أولا): بأنها لا تنافي المقصود إذ لا يبعد أن يكون المراد في الأخبار الأول من اتخاذهم لها مساجد السجود إليها تعظيما أو جعلها قبلة أو نحو ذلك كما قيل ويرشد إليه قول عائشة كما عرفت فلولا ذلك لا برز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " وفي الجامع الصغير للسيوطي " في باب مناهي النبي صلى الله عليه وآله عن الترمذي عن جابر نهى صلى الله عليه وآله عن صلاة إلى القبور (وروى مسلم في صحيحه) النهي عن الصلاة إلى القبور بطريقين (وفي الخبر الأخير) ذمهم على تصوير الصور وعبادتها كما هو المألوف عن النصارى (قال النووي) في شرح صحيح مسلم ما لفظه قال العلماء إنما نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجدا خوفا من المبالغة في تعظيمه والافتتان به فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية ولما احتاجت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والتابعون إلى زيادة في مسجد رسول الله
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»