به الأرض وقال له: يا بن السوداء أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد الناس عن دينهم، وأما قبر فاطمة عليها السلام فوالذي نفس علي بيده لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم فإن شئت فأعرض يا عمر، فتلقاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحق رسول الله وبحق من فوق العرش إلا خليت عنه فإنا غير فاعلين شيئا تكرهه قال فخلا عنه وتفرق الناس ولم يعودوا إلى ذلك (24).
وفي الصافي المروي من علل الشرايع، بعد أن ذكر أنه أخرج علي عليه السلام الجنازة واشتعل النار في جريد النخل ومشى مع الجنازة بالنار حتى صلى عليها ودفنها بالليل: قال: فلما أصبح أبو بكر وعمر عاودا عايدين لفاطمة عليها السلام فلقيا رجلا من قريش فقالا له: من أين أقبلت؟ قال: عزيت عليا بفاطمة قالا: وقد ماتت؟ قال:
نعم ودفنت في جوف الليل، فجزعا جزعا شديدا ثم أقبلا إلى علي عليه السلام فلقياه وقالا له: والله ما تركت شيئا من غوائلنا ومسائتنا وما هذا إلا من شئ في صدرك علينا هل هذا إلا كما غسلت رسول الله دوننا ولمن تدخلنا معك وكما علمت ابنك أن يصيح بأبي بكر أن انزل عن منبر أبي.
فقال لهما علي عليه السلام أتصدقاني إن حلفت لكما؟ قالا: نعم فحلف فأدخلهما علي عليه السلام المسجد فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لقد أوصاني وقد تقدم إلي أنه لا يطلع على عورته أحد إلا ابن عمه، فكنت أغسله والملائكة تقلبه والفضل بن العباس يناولني الماء وهو مربوط العينين بالخرقة، ولقد أردت أن أنزع القميص فصاح بي صائح عن البيت سمعت الصوت ولم أر الصورة، لا تنزع قميص رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد سمعت الصوت يكرره علي فدخلت يدي من بين القميص فغسلته ثم قدم إلي الكفن فكفنته ثم نزعت القميص بعد ما كفنته.
وأما الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل المدينة إنه كان يتخطى الصفوف حتى يأتي النبي صلى الله عليه وآله وهو ساجد فيركب على ظهره فيقوم النبي صلى الله