ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء يا بن عم رسول الله (1).
ثم أوصته بأن يتزوج بعدها أمامة بنت أختها زينب، وأن يتخذ لها نعشا، وأن لا يشهد أحد جنازتها من الذين ظلموا وأخذوا حقها، وأن لا يصلي عليها أحد منهم ولا من أتباعهم وأن يدفنها بالليل إذا هدئت العيون ونامت الأبصار.
وعن مصباح الأنوار، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: إن فاطمة عليها السلام لما حضرت أوصت عليا عليه السلام فقالت: إذا أنامت فتول أنت غسلي وجهزني وصل علي وأنزلني في قبري وألحدني وسو التراب علي واجلس عند رأسي قبالة وجهي فأكثر من تلاوة القرآن والدعاء فإنها ساعة يحتاج الميت فيها إلى أنس الأحياء وأنا أستودعك الله تعالى وأوصيك في ولدي خيرا، ثم ضمت إليها أم كلثوم فقالت له: إذا بلغت فلها ما في المنزل ثم الله لها، فلما توفيته فعل ذلك أمير المؤمنين عليه السلام، الخ (2).
وروي إنها قالت لأمير المؤمنين عليه السلام: إذا توفيت لا تعلم أحدا إلا أم سلمة وأم أيمن وفضة ومن الرجال ابني والعباس [وعبد الله بن عباس خ ل] وسلمان وعمار والمقداد وأبا ذر وحذيفة، وقالت: إني قد أحللتك من أن تراني بعد موتي فكن مع النسوة فيمن يغسلنني ولا تدفني إلا ليلا ولا تعلم أحدا قبري (3).
وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: لما حضرت فاطمة الوفاة بكت فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام يا سيدتي ما يبكيك؟ قالت: أبكي لما تلقى بعدي قال لها لا تبكي، فوالله إن ذلك لصغير عندي في ذات الله، قال: وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل (4).
وروى الشيخ الطائفة، إنه لما ثقلت فاطمة عليها السلام جائها العباس بن عبد .