مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٦٧
بدعة معه، وحتى تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحق، ومجهول العدل، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك، واصطفيته من خلقك، واصطفيته على عينيك، وائتمنته على غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهرته من الرجس، وسلمته من الدنس.
اللهم فإنا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامة، أنه لم يذنب ذنبا، ولا أتى حوبا، ولم يرتكب معصية، ولم يضيع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة، ولم يبدل لك فريضة، ولم يغير لك شريعة، وأنه الهادي المهدي، الطاهر التقي، النقي، الرضي الزكي.
اللهم أعطه في نفسه، وأهله، وولده، وذريته، وأمته، وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويغلب بحقه كل باطل.
اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي.
وقونا على طاعته، وثبتنا على مشايعته، وامنن علينا بمتابعته، واجعلنا في حزبه، القوامين بأمره، الصابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره، وأعوانه، ومقوية سلطانه.
اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة، ورياء، وسمعة، حتى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك، وحتى تحلنا محله، وتجعلنا في الجنة معه، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة والفشل، واجعلنا ممن تنتصر به لدينك، وتعز به نصر وليك، ولا تستبدل بنا غيرنا، فإن استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا عسير.
اللهم صل على ولاة عهده، والأئمة من بعده، وبلغهم آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، وثبت دعائمهم، واجعلنا لهم أعوانا، وعلى دينك أنصارا فإنهم معادن كلماتك وخزان علمك، وأركان توحيدك ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخالصتك من عبادك، وصفوتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد رسلك، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، انتهى.
ثم قال السيد رضي الله تعالى عنه: قد تضمن هذا الدعاء قوله (عليه السلام): " اللهم صل على ولاة
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»