مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٨٧
أم الكتاب لدى الله علي حكيم.
يا بن الآيات البينات، يا بن الدلائل الظاهرات يا بن البراهين الواضحات الباهرات، يا بن الحجج البالغات، يا بن النعم السابغات يا بن طه والمحكمات يا بن يس والذاريات، يا بن الطور والعاديات، يا بن من دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى دنوا واقترابا من العلي الأعلى، ليت شعري أين استقرت بك النوى، بل أي أرض تقلك أو الثرى أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى؟.
عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى عزيز علي أن لا تحيط بي دونك البلوى ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا، بنفسي أنت أمنية شائق تمنى، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يحاذى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهى، بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوى.
إلى متى أجأر (1) فيك يا مولاي، وإلى متى، وأي خطاب أصف فيك وأي نجوى، عزيز علي أن أجاب دونك وأناغى، عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا، هل قذيت عين فتسعدها عيني على القذى.
هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى، متى نرد مناهلك الروية فنروى متى ننتفع من عذب مائك فقد طال الصدى، متى نغاديك ونراوحك فتقر عيوننا، متى ترانا ونراك، وقد نشرت لواء النصر ترى أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ، وقد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين.
اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى، وإليك أستعدي فعندك العدوي، وأنت رب الآخرة والأولى، فأغث يا غياث المستغيثين، عبيدك المبتلى، وأره سيده يا شديد القوى، وأزل عنه به الأسى والجوى، وبرد غليله يا من على العرش استوى، ومن إليه الرجعى والمنتهى.
اللهم ونحن عبيدك التائقون إلى وليك المذكر بك وبنبيك، الذي خلقته لنا عصمة

1 - في نسخة: أحار.
(٨٧)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»