مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٦٥
اللهم أذل كل من ناواه، وأهلك كل من عاداه، وامكر بمن كاده واستأصل من جحد حقه واستهان بأمره وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.
اللهم صل على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن الرضا، والحسين المصفى، (1) وجميع الأوصياء مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، ومنار التقى، والعروة الوثقى، والحبل المتين، والصراط المستقيم وصل على علي وليك وولاة عهده، والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دينا ودنيا وآخرة، إنك على كل شئ قدير.
أقول: هذا الدعاء الشريف من الدعوات الجليلة التي ينبغي أن يداوم بها ويواظب عليها في كل وقت من الأوقات وكل حين من الأحيان خصوصا الأوقات التي لها مزيد اختصاص بمولانا صاحب الزمان عليه صلوات الله الملك المنان، كليلة النصف من شعبان، ويومه، وليلة الجمعة، ويومها ولعله لهذا ذكره صاحب جمال الصالحين في أعمال تلك الليلة، مع أن الظاهر من الرواية التي نبهنا عليها عدم اختصاصه بوقت من الأوقات، بل وروده لمطلق الأوقات، وذكره السيد الأجل علي بن طاووس (رضي الله عنه) في كتاب جمال الأسبوع (2) في أعمال يوم الجمعة عند ذكر ما يدعى به بعد صلاة العصر من ذلك اليوم فقال ره: ذكر صلاة على النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم، مروية عن مولانا المهدي، صلوات الله عليه، وهي ما إذا تركت تعقيب عصر يوم الجمعة لعذر فلا تتركها أبدا، لأمر أطلعنا الله جل جلاله عليه، ثم ذكر إسناده بطوله مع ذكر الحكاية التي تركنا ذكرها حذرا من الإطالة ويستفاد من قوله (رضي الله عنه) فلا تتركها أبدا لأمر أطلعنا الله جل جلاله عليه، صدور أمر إليه من مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه في ذلك، فهو دليل لصحة الرواية، والله ولي النعمة والهداية.
- ومن الدعوات المروية في هذا الباب ما رواه جمع من الأصحاب منهم السيد الأجل علي بن طاوس في ذلك الكتاب (3) قال (رضي الله عنه) ذكر الدعاء لصاحب الأمر (عليه السلام) المروي عن الرضا (عليه السلام) أفضل: حدثني جماعة " الذين قدمت ذكرهم في عدة مواضع في هذا الكتاب " هم بإسناد إلى جدي أبي جعفر الطوسي تلقاه الله جل جلاله بالأمان والرضوان يوم الحساب،

١ - في نسخة: المصطفى.
٢ - جمال الأسبوع: ٣٠١.
٣ - جمال الأسبوع: ٣٠٧.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»