مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٢
بالانتقام ليجزي قوما بما كانوا يكسبون، فكل من يلقاه ليس لقاءه له رحمة وبشارة بل يكون لأكثر الناس نقمة وعذابا كما قال الله عز وجل (1) * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) * والآيات والروايات في ذلك متضافرة ولما كانت المحن والبليات في آخر الزمان كثيرة، منها جمة الناس بمعرض لها، ومزلة منها أمروا شيعتهم بأن يسألوا الله عز وجل العافية منها، والسلامة من مزالها، ويفوزوا بلقاء إمامهم المنتظر معافين سالمين مسلمين، ليكونوا من المتنعمين، المستبشرين بظهوره ولقائه الآمنين في ظل كنفه، لا المنحرفين الشاكين ولا المغيرين المبدلين، ولا المغضوب عليهم ولا الضالين، الذين ينتقم القائم (عليه السلام) منهم، ويخبطهم بالسيف خبطا، ويكون مصيرهم إلى دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار.
واعلم أن الفوز بلقائه للسائلين، والطالبين في زمان ظهوره، يمكن أن يقع على أحد وجهين:
أحدهما: أن يقرب الله تعالى ظهوره (عليه السلام) فيدرك السائل لقاءه.
والثاني: أن يموت السائل فيجيبه الله عز وجل في زمن ظهور القائم (عليه السلام) ليفوز بلقائه إجابة لدعائه وإثابة لرجائه كما ورد في دعاء العهد المروي عن الصادق (عليه السلام) وقد ذكرناه في الأمر الرابع والثلاثين فراجع.
تتميم نفعه عميم كما أنه يستحب طلب الفوز بلقائه في زمان ظهوره، يستحب أيضا طلب الفوز بلقائه في زمان غيبته في حال نوم السائل وفي يقظته ويدل عي ذلك وجوه:
الأول: جميع ما دل على استحباب الدعاء لكل أمر مشروع كقوله تعالى (2) * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * وقوله تعالى (3) * (واسألوا الله من فضله) * (4) * (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) * والروايات في ذلك متواترة:

١ - سورة السجدة: ٢١.
٢ - المؤمن: ٦٠..
٣ - النساء: ٣٢.
٤ - البقرة: ١٨٦.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»