مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٣٦
- وما رواه (1) ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني (رضي الله عنه) بسند صحيح عن مولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد المطلب فلم يعرف أي من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم.
- ورواه النعماني (2) هكذا: إنما نحن كنجوم السماء، كلما غاب نجم طلع نجم، حتى إذا أشرتم بأصابعكم، وملتم بحواجبكم غيب الله عنكم نجمكم واستوت بنو عبد المطلب فلم تعرف أيا من أي فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم.
- وروى النعماني (3) أيضا بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء، كلما غاب نجم طلع نجم حتى إذا نجم منها طلع، فرمقتموه بالأعين وأشرتم إليه بالأصابع، أتاه ملك الموت فذهب به، ثم لبثتم في ذلك سبتا من دهركم، واستوت بنو عبد المطلب، ولم تدر أي من أي، فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله واقبلوه، انتهى.
وقد ظهر بعون الله وببركة أوليائه من هذه الروايات الصحيحة المعتبرة أنه لا يجوز لأحد تصديق من يدعي النيابة الخاصة في زمان الغيبة الكبرى.
- ويشهد لذلك أيضا ما رواه الشيخ الأجل الكليني (4) (رضي الله عنه) بسند صحيح عن الصادق (عليه السلام) قال: للقائم (عليه السلام) غيبتان، إحداهما قصيرة، والأخرى طويلة الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه.
قال صاحب الوافي بعد نقل هذا الحديث كأنه يريد بخاصة الموالي، الذين يخدمونه، لأن سائر الشيعة ليس لهم فيها إليه سبيل وأما الغيبة الأولى فكان له فيها سفراء تخرج إلى شيعته بأيديهم توقيعات، وكان أولهم أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه فلما مات عثمان، أوصى إلى ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان، وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين بن روح، وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري (رضي الله عنه) فلما حضرت السمري (رضي الله عنه) الوفاة، سئل أن يوصي، فقال لله أمر هو بالغه. فالغيبة الكبرى هي التي

١ - الكافي: ١ / ٣٣٨ باب في الغيبة ح ٨.
٢ - غيبة النعماني: ٧٩.
٣ - غيبة النعماني: ٧٩ في مدح حال الغيبة.
٤ - الكافي: ١ / ٣٤٠ باب في الغيبة ح 19.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»