مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
- وفي البحار (1) وشرح الأربعين للمجلسي الثاني من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان تلميذ الشهيد (رضي الله عنه) قال: روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري (عليه السلام) ما صورته: قد صعد ناذري الحقائق بأقدام النبوة والولاية وساقه، إلى أن قال: وسيسفر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران، لتمام ألم، وطه، والطواسين من السنين، انتهى.
قلت: إن هاتين الروايتين قاصرتان عن معارضة ما قدمنا من الروايات سندا ودلالة، لأن الرواية الأولى مرسلة إلى خثيمة بن عبد الرحمن الراوي، عن أبي لبيد وخثيمة غير مذكور في الرجال، وأبو لبيد لم يتعرضوا له بمدح أو قدح فالرواية ضعيفة سندا لا يعتمد عليها.
والثانية مضافا إلى كونها مرسلة وجادة لا رواية، وهما مع ذلك كله من متشابهات الأخبار، فيرد علمها إليهم (عليهم السلام) هذا مضافا إلى أن الثانية لم يذكر فيها ظهور القائم (عليه السلام) أصلا والله العالم بالمراد من ظهور ينابيع الحيوان.
والأولى لا صراحة فيها بأن المراد بقائمنا هو مولانا صاحب الزمان لإطلاق القائم في جملة من الروايات على من يقوم بأمر الحق أو يقوم لنصرتهم كما لا يخفى على المتتبع في رواياتهم سلام الله عليهم أجمعين.
- ومن جملة تلك الروايات ما رواه الشيخ النعماني (2) (رضي الله عنه) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم (عج) فقال الحسين (عليه السلام) يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام، ثم ذكر أمر بني أمية، وبني العباس في حديث طويل ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كوفان (3) والملتان وحاز جزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان، وأجابته الآبر والديلم، وظهرت لولدي رايات الترك (4) متفرقات في الأقطار والجنات (5) وكانوا بين هنات وهنات، إذا خربت البصرة وقام أمير الأمراء بمصر فحكى (عليه السلام) حكاية طويلة.

1 - البحار: 52 / 121 ح 50.
2 - غيبة النعماني: 146 والبحار: 52 / 235 ح 104.
3 - في نسخة: كرمان.
4 - في نسخة: الأتراك.
5 - في البحار: الحرامات.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»