مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٩
عن الحسن بن زياد العطار، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة) * قال (عليه السلام): نزلت في الحسن بن علي (عليه السلام) أمره الله بالكف، قال: قلت: * (فلما كتب عليهم القتال) * قال (عليه السلام) نزلت في الحسين بن علي (عليه السلام) كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه.
أقول: هؤلاء الثلاثة كلهم ثقات أمناء إماميون كما نص عليه علماء الفن فالحديث في غاية الصحة وفي معناه روايات عديدة تركنا ذكرها اختصارا.
وقد ظهر بما بينا أنه لا وجه لحمل الأخبار السابقة على كون النهي عن التوقيت على سبيل الحتم والصراحة، أو على تخصيص النهي بغير الأئمة، كما ارتكبه بعض العلماء لأنك قد عرفت عدم دلالة الأخبار الخمسة المذكورة على توقيت زمان ظهور مولانا صاحب الزمان (عج) أصلا بل لا دلالة في الحديث الثاني والثالث على بيان وقت الفرج أيضا إذ لا يظهر منهما إلا كون الأئمة عالمين بوقته، إلا أنهم أعلموا غيرهم بذلك، هذا مضافا إلى أن التوجيه الذي ذكره ذلك البعض مخالف لصريح قولهم (عليهم السلام) إنا أهل بيت لا نوقت، وقولهم ما وقتنا فيما مضى، ولا نوقت فيما يستقبل، وقولهم لسنا نوقت لأحد وقتا. وغير ذلك فالروايات السابقة على صحتها وصراحتها لا معارض لها حتى نحتاج إلى توجيهها وتأويلها.
- فإن قلت قد يعارضها وينافيها ما في البحار (1) والبرهان من العياشي عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا لبيد، إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما إن الله تعالى أنزل * (ألم ذلك الكتاب) * فقام محمد (صلى الله عليه وآله) حتى ظهر نوره وثبتت كلمته وولد يوم ولد، وقد مضى من الألف السابع مائة سنة وثلاث سنين.
ثم قال وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي إلا وقيام قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون والصاد تسعون فذلك مائة وإحدى وستون ثم كان بدء خروج الحسين بن علي (عليه السلام) ألم الله فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند * (المص) * ويقوم قائمنا عند انقضائه ب‍ * (الر) * فافهم ذلك وعه واكتمه.

1 - البحار: 52 / 106 ح 13 العياشي: 2 / 3 ح 3.
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»