في ترك التوقيت وتكذيب الموقتين التاسع والستون والمتمم سبعين ترك التوقيت وتكذيب الموقتين. إعلم وفقك الله وإيانا أن الحكمة الإلهية اقتضت إخفاء وقت ظهور صاحب الأمر عن عباده، قبل حين ظهوره، لأمور خفيت علينا ويستفاد من أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام) بعضها، وسنشير إليه إن شاء الله تعالى لأن العلم بذلك من أسرار الله التي سترها عن خلقه كما ورد في الدعاء المروي عنه على يد الشيخ العمري (رضي الله عنه): وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره وكشف ستره، فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترت ولا أبحث عما كتمت ولا أنازعك في تدبيرك.. إلى آخر الدعاء وقد ذكرناه في الباب السابع.
- وفي كتاب الحسين بن حمدان بإسناده عن المفضل قال: سألت سيدي أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمأمول المنتظر المهدي إليه التسليم من وقت موقت يعلمه الناس؟
فقال (عليه السلام): حاش لله أن يوقت له وقتا أو يوقت له شيعتنا قال: قلت يا مولاي ولم ذلك؟ قال لأنه هو الساعة التي قال الله عز وجل * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) * وقوله تعالى:
* (يسألونك عن الساعة قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * وقوله * (وعنده علم الساعة) * ولم يقل عند أحد دونه.
وقوله * (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) *، وقوله * (اقتربت الساعة وانشق القمر) * وقوله * (وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد) *.
قلت: يا مولاي! ما معنى يمارون؟
قال (عليه السلام): يقولون متى ولد ومن رآه وأين هو وأين يكون ومتى يظهر؟ كل ذلك استعجالا لأمر الله وشكا في قضائه أولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإن للكافرين لشر مآب.
قال المفضل قلت يا مولاي فلا يوقت له وقت؟