مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٤٠
الكتب المعمولة، وسنذكرها أو بعضها في الباب الثامن، إن شاء الله تعالى ويشهد لذلك العقل والعرف أيضا فإن المتعارف بين الناس الدعاء للأكابر والأعاظم حين الحضور بين أيديهم، فينبغي للمؤمن العارف بما هو المتعارف أن لا يغفل عن ذلك حين يجعل نفسه حاضرا بين يدي مولاه لزيارته خصوصا إذا علم أن ذلك موافق لميل قلبه وإرادته بمقتضى ما قدمنا رواية من التوقيع المأثور عن ناحيته (1) حيث قال (عليه السلام) وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج.. الخ.
ومنها: عند البكاء من خشية الله تعالى لأنه أقرب الحالات ومظنة استجابة الدعوات فينبغي للمؤمن أن يذكر مولاه بالدعاء له أداء لبعض ما يجب عليه من حقوقه صلوات الله عليه.
- ويشهد لذلك ما روي في الوسائل (2) في أبواب قواطع الصلاة، عن محمد بن علي ابن الحسين يعني الصدوق (رضي الله عنه) بإسناده عن منصور بن يونس بزرج، أنه سأل الصادق (عليه السلام) عن الرجل يتباكى في الصلاة المفروضة حتى يبكي فقال (عليه السلام) قرة عين والله وقال (عليه السلام): إذا كان ذلك فاذكرني عنده.
أقول: لا يخفى أن الأمر بذلك لكونه إمام زمانه، وصاحب حق عليه، فينبغي لكل مؤمن ومؤمنة العمل بذلك، بالنسبة إلى إمام زمانه أداء لحقه بجنانه ولسانه.
ومنها: عند تجدد كل نعمة، وزوال كل محنة لأنه واسطة كل نعمة وببركته يدفع عنا كل محنة وقد ذكرنا سابقا أن الدعاء في حق واسطة النعم من أقسام شكر المرغوب إليه.
ومن هنا نقول برجحان الصلاة على محمد وآل محمد (عليهم السلام) عند تجدد كل نعمة أيضا فإنهم أولياء النعم كما في الزيارة الجامعة (3) والروايات المستفيضة، بل المتواترة.
ومنها: عند عروض الهم والغم، لأن من آثار الدعاء له (عليه السلام) دعاؤه في حق الداعي كما مر، فيكون دعاؤه سببا لزوال غم الداعي ولما تقدم في عدة روايات أن الإمام (عليه السلام) يحزن لحزن أوليائه، ولا ريب في دعائه لهم عند ذلك، كما أشير إليه في الرواية أيضا، فينبغي لأوليائه التأسي به في الدعاء لكشف همه وغمه مضافا إلى أنه قد يكون همه سببا لهم أوليائه كما

1 - البحار: 53 / 181.
2 - الوسائل: 4 / 1250 باب 5 ح 1.
3 - راجع المفاتيح للقمي (رضي الله عنه).
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»