ألا تعلم أن من أنتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا، الحديث.
- وفي تحف العقول (1) في وصايا الصادق (عليه السلام) لمؤمن الطاق يا بن النعمان ولا يكون العبد مؤمنا حتى تكون فيه ثلاث سنن سنة من الله وسنة من رسوله وسنة من الإمام، فأما السنة من الله جل وعز فهو أن يكون كتوما للأسرار يقول الله جل ذكره عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا. وأما السنة من رسول الله فهو أن يداري الناس ويعاملهم بالأخلاق الحنيفية وأما التي من الإمام فالصبر في البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج.
- وفي روضة الكافي (2) أيضا بإسناده عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا أشكو جفاء أهل واسط، وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقع (عليه السلام) بخطه أن الله تعالى ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون.
أقول: المراد بسيد الخلق هو القائم عجل الله فرجه، قوله (عليه السلام) لقالوا هذا ما وعد الرحمن " الخ " إشارة إلى أنه يحييهم بإذن الله تعالى وينتقم منهم كما في الروايات.
- وفي أصول الكافي (3) عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي.
- وفي الخرائج قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي قوم من بعدكم الواحد منهم له أجر خمسين منكم قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر، وأحد وحنين، ونزل فينا القرآن قال (صلى الله عليه وآله): إنكم لن تحملوا ما حملوا ولن تصبروا صبرهم.
أقول: هذا إشارة إلى حال المؤمنين الصابرين في زمان غيبة الإمام المنتظر كما يشهد له