مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٩
أهله. فأقرئهم السلام وقل لهم رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه، حدثوهم بما يعرفون، واستروا عنهم ما ينكرون ثم قال (عليه السلام) والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤنة من الناطق علينا بما نكره. الخبر.
- وفيه (1) في حديث آخر عنه (عليه السلام) قال: المذيع لأمرنا كالجاحد له.
- وفي آخر عنه (2) أيضا قال: إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له.
الخبر.
وفي هذا المعنى روايات كثيرة.
الصنف السادس: ضعفاء العقول والمعرفة من أهل الإيمان الذين لا طاقة لهم بتحمل الأسرار وقبولها أو بحفظها وسترها وهذا الصنف أيضا يجب كتمان الأسرار عنهم عقلا ونقلا كما ذكر في الأحاديث السابقة.
- وفي الكافي (3) في الصحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله أحب أصحابي إلي أورعهم، وأفقههم، وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله، اشمأز منه، وجحده، وكفر من دان به، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج، وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا.
- وفي بصائر الدرجات (4) بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خالطوا الناس بما يعرفون، ودعوهم مما ينكرون ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا، إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
- وبإسناده (5) إلى الصادق (عليهما السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهما فما ظنكم بسائر الخلق، إن علم العالم صعب مستصعب، لا يحتمله إلا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان قال وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت (عليهم السلام) فلذلك نسبه إلينا.

١ - الكافي: ٢ / ٢٢٤ باب الكتمان ح ٨.
٢ - الكافي: ٢ / ٢١٧ باب التقية ح ٢.
٣ - الكافي: ٢ / ٢٢٣ باب الكتمان ح ٧.
٤ - بصائر الدرجات: ١ / 26 باب 12 ذيل ح 2.
5 - البصائر: 25 باب 11 ذيل 21.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»