مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٥٧
في التقية عن الأشرار الثاني والخمسون التقية عن الأشرار، وكتمان الأسرار عن الأغيار - ففي الكافي (1) بإسناد صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قول الله عز وجل * (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) * قال: بما صبروا على التقية * (ويدرأون بالحسنة السيئة) * قال: الحسنة التقية، والسيئة الإذاعة.
- وفيه (2) في الصحيح عنه (عليه السلام) قال: التقية ترس المؤمن، والتقية حرز المؤمن، ولا إيمان لمن لا تقية له إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا، فيدين الله عز وجل به، فيما بينه وبينه، فيكون له عزا في الدنيا، ونورا في الآخرة وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له ذلا في الدنيا وينزع الله عز وجل ذلك النور منه.
- وفيه (3) في الصحيح عن هشام الكندي (4) قال: سمعت أبا عبد الله عليه الصلاة والسلام يقول إياكم أن تعملوا عملا نعير به، فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شئ من الخير، فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخباء قلت: وما الخباء؟ قال: التقية.
- وفيه (5) في حديث آخر عنه (عليه السلام) قال: نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح، وهمه لنا عبادة، وكتمانه لأمرنا جهاد في سبيل الله.
قال محمد بن سعيد أحد رواة هذا الحديث: أكتب هذا بالذهب فما كتبت شيئا أحسن منه.
- وفي كمال الدين (6) عن الصادق (عليه السلام) وقد سئل عن أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان، يعني زمان غيبة الإمام، قال (عليه السلام): حفظ اللسان، ولزوم البيت.

١ - الكافي: ٢ / ٢١٧ باب التقية: ١.
٢ - الكافي: ٢ / ٢٢١ باب التقية ح ٢٣.
٣ - الكافي: ٢ / ٢١٩ باب التقية ح ١١.
٤ - أقول الظاهر أنه هشام بن الحكم وهو ثقة كما في كتب الرجال (لمؤلفه).
٥ - الكافي: ٢ / 226 باب الكتمان ح 16.
6 - كمال الدين: 330.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»