مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
في إدخال السرور عليه (عليه السلام) السابع والثلاثون إدخال السرور على أهل الإيمان فإنه يوجب سرور مولانا صاحب الزمان، وإدخال السرور قد يكون بالإعانة بالمال، وقد يكون بإعانتهم بالأبدان، وقد يكون بقضاء حوائجهم وتنفيس كربتهم وقد يكون بالشفاعة وقد يكون بالدعاء في حقهم وقد يكون بتبجيلهم والاحترام لهم، وقد يكون بإعانة أهلهم وذراريهم وقد يكون بإقراضهم، أو التأخير في مطالبة ديونهم، وقد يكون بغير ذلك مما لا يخفى على السالك في تلك المسالك، فإذا قصد المؤمن المحب بهذه الأمور إدخال السرور على صاحب الأمر (عليه السلام) فاز بثواب ذلك، مضافا إلى سائر المثوبات الجليلة المعدة لإدخال السرور على المؤمنين.
- ويدل على ما نبهنا عليه ما روى في الكافي (1) عن الصادق (عليه السلام) قال: لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا بل والله على رسول الله (صلى الله عليه وآله).
- وفيه (2) بإسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد وصل ذلك إلى الله، وكذلك من أدخل عليه كربا.
- وفيه (3) في الصحيح عنه (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود: يا رب، وما تلك الحسنة قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة قال داود: يا رب، حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك.
والروايات في هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه كفاية لأهل البصيرة.
في النصيحة له (عليه السلام) الثامن والثلاثون: النصيحة له (عليه السلام) - ففي الكافي (4) بسند صحيح عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نظر الله

١ - الكافي: ٢ / ١٨٩ باب إدخال السرور على المؤمنين ح ٦.
٢ - الكافي: ٢ / ١٩٢ باب إدخال السرور ح ١٤.
٣ - الكافي: ٢ / ١٨٩ باب إدخال السرور ح ٥.
٤ - الكافي: ١ / 404 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) ح 3.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»