مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢٩
الحقة وبسط يده.
ويشهد لذلك ما روي في الكافي (1) وغيره، بالإسناد عن عمار الساباطي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم، المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمار، الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله جل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق.
واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستترا بها من عدوه في وقتها، فأتمها، كتب الله عز وجل له خمسين صلاة فريضة في جماعة ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها، فأتمها، كتب الله عز وجل له بها خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر صلوات نوافل ومن عمل منكم حسنة، كتب الله له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه، وإمامه ونفسه، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة، إن الله عز وجل كريم. الحديث.
ومن المؤيدات لما ذكرنا، أني رأيت في المنام في بعض تلك الأعوام شخصا جليلا من الكرام، فقال: إن المؤمن إذا بذل شيئا من ماله لإمامه في زمان غيبته كان ثوابه كواحد وألف مثله يبذله له في زمان حضوره.
أقول: يشهد لصدق تلك الرؤيا وحقية هذه المقالة قوله (عليه السلام) في خبر عمار: ويضاعف الله حسنات المؤمن منكم إلى قوله أضعافا مضاعفة ثم دفع الاستبعاد في ذلك بقوله (عليه السلام) إن الله عز وجل كريم.
الأمر الثاني: إن صلة الإمام (عليه السلام) في زمان الغيبة تحصل بصرف المال في المصارف التي يعلم رضاه بها، وحبه لها، وبقصد صلته، مثل طبع الكتب المتعلقة به، وإقامة مجالس ذكره، والدعوة إليه، وصلة شيعته ومحبيه، خصوصيا الذرية العلوية، والعلماء المروجين، ورواة

١ - الكافي: ١ / ٣٣٣ باب النادر في حال الغيبة ح 2.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»