مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢٥
الخامس والثلاثون صلته بالمال بأن يجعل المؤمن بعض ماله هدية لإمام زمانه سلام الله عيه، وأن يداوم بذلك العمل في كل سنة. ويستوي في هذا العمل الشريف، الغني والفقير، والوضيع والشريف، والرجل والمرأة، إلا أن الغني يكلف بحسب استطاعته والفقير بحسب استطاعته قال الله عز وجل: * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) * وقال تعالى شأنه: * (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) * ولم يبين في الروايات مقدار خاص لصرف المال في تلك الجهة الشريفة، لأن الظاهر كون ذلك من المستحبات المؤكدة، التي يعبر عنها في لسانهم بالفريضة.
- ويدل على ما ذكرناه ما رواه الشيخ الكليني (1) رضي الله تعالى عنه في الكافي بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شئ أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد ثم قال: إن الله يقول في كتابه: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) *.
قال: هو والله في صلة الإمام خاصة.
- وعنه في حديث (2) آخر قال: إن الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فإنما هو لوليه.
- وفيه (3) في الصحيح عن إسحاق بن عمار، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) * قال (عليه السلام): نزلت في صلة الإمام.
- وبإسناده (4) عن الحسن بن مياح عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مياح درهم يوصل به الإمام أعظم وزنا من أحد.
- وفيه (5) في المرسل كالصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: درهم يوصل به الإمام أفضل من ألفي ألف درهم فيما سواه من وجوه البر.
- وفي (6) الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى * (الذين يصلون ما أمر الله به

١ - الكافي: ١ / ٥٣٧ باب صلة الإمام ح ٢.
٢ - الكافي: ١ / ٥٣٧ باب صلة الإمام ح ٣.
٣ - الكافي: ١ / ٥٣٧ ح ٤.
٤ - الكافي: ١ / ٥٣٨ باب صلة الإمام ح ٥.
٥ - الكافي: ١ / 538 باب صلة الإمام 6.
6 - الصحيح: 2 / 156 باب صلة الرحم ح 28.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»