مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٧
فجعلت عملهم هباء منثورا، وتبرتهم تتبيرا أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا، واستنطقوا فنطقوا آمنين مأمونين.
اللهم إني أسألك لهم توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وتقية أهل الورع، وكتمان الصديقين حتى يخافوك اللهم مخافة تحجزهم عن معاصيك، وحتى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك وحتى يناصحوا لك وفيك خوفا منك، وحتى يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لك، فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين وحتى يتوكلوا عليك في أمورهم كلها حسن ظن بك، وحتى يفوضوا إليك أمورهم ثقة بك.
اللهم لا تنال طاعتك إلا بتوفيقك، ولا تنال درجة من درجات الخير إلا بك، اللهم يا مالك يوم الدين، العالم بخفايا صدور العالمين طهر الأرض من نجس أهل الشرك، وأخرس الخراصين عن تقولهم على رسولك الإفك، اللهم اقصم الجبارين، وأبر المغيرين، وأبد الأفاكين الذين إذا تتلى عليهم آيات الرحمن قالوا أساطير الأولين، وأنجز لي وعدك إنك لا تخلف الميعاد، وعجل فرج كل طالب مرتاد بك إنك لبالمرصاد للعباد.
وأعوذ بك من كل لبس ملبوس، ومن كل قلب عن معرفتك محبوس ومن كل نفس تكفر إذا أصابها بؤس ومن واصف عدل عمله عن العدل معكوس، ومن طالب للحق وهو عن صفات الحق منكوس، ومن مكتسب إثم بإثمه مركوس (1) ومن وجه عند تتابع النعم عليه عبوس أعوذ بك من ذلك كله ومن نظيره، وأشكاله، وأشباهه، وأمثاله إنك علي عليم حكيم.
السادس: قنوت مولانا أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) المروي في الحديث المذكور (2) وقد ذكره الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) فيما يستحب أن يزاد في قنوت الوتر، ويظهر من الرواية كونه من الدعوات المطلقة، التي لا تختص بوقت من الأوقات وحال من الحالات، قال السيد في مهج الدعوات: ودعا (عليه السلام) في قنوته وأمر أهل قم بذلك لما شكوا من موسى بن بغا. انتهى وسنذكره في الباب الآتي إن شاء الله تعالى شأنه.
- السابع: قنوت مولانا الحجة عجل الله تعالى فرجه المروي في الحديث المذكور (3) " اللهم صل على محمد وآل محمد، وأكرم أولياءك بإنجاز وعدك، وبلغهم درك ما يأملونه

1 - من الركس وهو: رد الشئ مقلوبا. ذكره في المجمع (محمد الموسوي).
2 - المهج: 62.
3 - المهج: 67.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»