مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٥
المبارك الميمون، والتشبه بأولياء الله، والاقتداء بهم أمر محبوب عند الله عز وجل مضافا إلى سائر ما ورد في فضيلة الانتظار.
- وفي كمال الدين (1) عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله.
- وعن الصادق (عليه السلام) (2) أيضا قال: طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره، أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم، ولا هم يحزنون.
- وعن سيد العابدين (عليه السلام) (3) قال: انتظار الفرج من أفضل العمل.
- وعن أبي خالد الكابلي (4) قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) فقلت: له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرني بالذين فرض الله عز وجل طاعتهم ومودتهم، وأوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال لي: يا كابلي أن أولي الأمر الذين جعلهم الله أئمة للناس وأوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب، ثم إنتهى الأمر إلينا ثم سكت.
فقلت: يا سيدي روي لنا أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الأرض لا تخلو من حجة لله على عباده. فمن الحجة والإمام بعدك؟
فقال (عليه السلام): ابني محمد، واسمه في التوراة باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والإمام بعدي.
ومن بعد محمد ابنه جعفر، واسمه عند أهل السماء الصادق.
فقلت له: يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق، وكلكم صادقون.
فقال: حدثني أبي عن أبيه (عليهما السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فسموه الصادق. فإن الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله عز وجل، وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله، والمدعي ما ليس له بأهل، المخالف على أبيه والحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عز وجل.

1 - كمال الدين: 2 / 645 باب 55 ح 6.
2 - كمال الدين: 2 / 357 باب 33 ذيل ح 54.
3 - كمال الدين: 1 / 320 باب 31 ذيل ح 2.
4 - كمال الدين: 1 / 319 باب 31 ح 2.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»