مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
في ذكر انتظار فرجه وظهوره (عليه السلام) ومعناه الأمر الخامس انتظار فرجه وظهوره صلوات الله عليه، والكلام فيه في مقامات أحدها: فضل ذلك، وثواب المنتظر، وانتظار الأنبياء والأئمة لذلك ويكفي في ذلك صلوات سيد الساجدين في دعاء عرفة على المنتظرين ودعائه لهم بعد الدعاء لمولاهم صلوات الله عليه ويدل على المقصود مضافا إلى ذلك الروايات المتضافرة.
- ففي كمال الدين (1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من مات منكم على هذا الأمر منتظرا، كان كمن كان في فسطاط القائم.
- وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) (2) قال: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عز وجل: * (فارتقبوا إني معكم رقيب) * * (فانتظروا إني معكم من المنتظرين) * فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيء الفرج على اليأس وقد كان من قبلكم أصبر منكم.
- وفي بصائر الدرجات بإسناده (3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج أمير المؤمنين بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات، فكان قريبا من الجبل بصفين إذ حضرت صلاة المغرب فأمعن بعيدا ثم توضأ. وأذن فلما فرغ من الأذان، انفلق الجبل عن هامة بيضاء ووجه أبيض فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مرحبا بوصي النبيين، وقائد الغر المحجلين، والأعز المأثور، والفاضل والفائق بثواب الصديقين، وسيد الوصيين قال له: وعليك السلام يا أخي شمعون وصي عيسى ابن مريم روح القدس: كيف حالك؟ قال: بخير، يرحمك الله، أنا منتظر روح الله ينزل فلا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء ولا أحسن غدا ثوابا ولا أرفع مكانا منك، الخبر.
أقول: وجه الاستشهاد بهذا الحديث، إنه يدل على كون شمعون منتظرا لهذا الظهور

1 - كمال الدين: 2 / 644 باب 55 ذيل ح 1.
2 - كمال الدين: 2 باب 55 / 645 ح 5.
3 - البصائر: 280 ح 16.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»