مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٠
الأمر الثالث من الأمور المتعلقة به صلوات الله عليه من تكاليف العباد بالنسبة إليه محبته بالخصوص ولازم ذلك شدة الاهتمام فيما هو مقتضى الحب بالنسبة إليه إعلم أنه لا ريب في وجوب محبة جميع الأئمة الطاهرين، سلام الله عليهم أجمعين، وأن حبهم جزء الإيمان، وشرط قبول الأعمال، والأخبار في ذلك متواترة، وقد مر بعض منها في الباب الأول من هذا الكتاب، وبعضها في الأمر الثاني من هذا الباب، لكن في الاهتمام بمحبة مولانا الحجة (عليه السلام) خصوصية اقتضت الأمر به بالخصوص من وجهين:
الأول: العقل، بيانه أن الطبائع مجبولة بحب من يحسن إليها، ومن يكون واسطة في الإحسان إليها.
- ولذلك ورد في الحديث عن تفسير الإمام إن الله تعالى أوحى إلى موسى: حببني إلى خلقي، وحبب خلقي إلي قال: يا رب، كيف أفعل؟ قال: ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني.
- وفي حديث آخر في دار السلام، عن قصص الأنبياء، بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
قال الله عز وجل لداود (عليه السلام) أحببني وحببني إلى خلقي قال: يا رب أنا أحبك، فكيف أحببك إلى خلقك! قال: اذكر أيادي عندهم، فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني.
- وفي مجالس الصدوق (1) (رضي الله عنه) بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله عز وجل، وأحبوا أهل بيتي لحبي.
وإذ قد عرفت مما قدمنا في أبواب هذا الكتاب نبذا من إحسان مولانا الحجة (عليه السلام) إلينا، وحقوقه علينا، وأن جميع ما نتقلب فيه من نعم الله المتكاثرة، وآلائه المتواترة، إنما هو ببركة مولانا (عليه السلام) وبواسطته فالعقل يحكم بحبه، بل طبائعنا مجبولة على ذلك.

1 - أمالي الصدوق: 219.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»