مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١٢٢
فهؤلاء مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، وأعلام التقى، ومن أحبهم وتولاهم كنت ضامنا له على الله تعالى بالجنة.
ومنها: إن ظهور الدين وغلبة المسلمين على الكافرين يجري على يده ويكتمل بظهوره كما مر في الباب الرابع، وهذا أمر يوجب حبه بخصوصه عقلا وشرعا كما لا يخفى.
ومنها: ما ورد في بعض الروايات أنه أفضل من سائر الأئمة (عليهم السلام) بعد أمير المؤمنين والسبطين (عليهم السلام).
- وهو ما رواه السيد البحراني في غاية المرام (1) في الباب الثالث والعشرين عن النعماني بإسناده عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر، واختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل، واختارني من الرسل واختار مني عليا، واختار من علي الحسن والحسين، واختار من الحسين الأوصياء ينفون من التنزيل تأويل القائلين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، تاسعهم باطنهم ظاهرهم، وهو أفضلهم.
- ويؤيده ما في البحار عن الصادق (عليه السلام) أنه سئل: هل ولد القائم؟ قال (عليه السلام) لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي.
ومر في حرف النون قول الصادق (عليه السلام) في حديث عباد بن محمد المدائني: دعوت لنور آل محمد (صلى الله عليه وآله) وسابقهم. ويأتي في فضل البكاء في فراقه (عليه السلام) ما يؤيد ذلك أيضا.
- فإن قلت: ينافي ذلك ما روي في تاسع البحار (2) عن النعماني بإسناد عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أيما أفضل الحسن أم الحسين؟ قال: إن فضل أولنا يلحق فضل آخرنا، وفضل آخرنا يلحق فضل أولنا، فكل له فضل قال: فقلت له: جعلت فداك، وسع علي في الجواب، والله ما أسألك إلا مرتادا.
فقال (عليه السلام): نحن من شجرة برأنا الله من طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن أمناء الله على خلقه والدعاة إلى دينه والحجاب فيما بينه وبين خلقه أزيدك يا زيد؟
قلت: نعم فقال (عليه السلام) خلقنا واحد وعلمنا واحد وفضلنا واحد وكلنا واحد عند الله عز وجل.
فقلت: أخبرني بعدتكم، فقال: نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا جل وعز في مبتدأ

١ - ص ١٨٨، باب 23، ح 101.
2 - البحار: 36 باب 46 / 399 ذيل ح 9.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»