الأجر مثل أجر من أدركه فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة.
أقول: قوله يعني أئمة خاصة يحتمل أن يكون من كلام الإمام (عليه السلام) ويحتمل أن يكون من أبي بصير ولما كان المراد بالولاية جعل الإمام وليا له في أموره، مفروضا عليه اتباعه، في وروده وصدوره بين أن من يجب ولايته هو الذي خصه الله عز وجل بالعصمة والإمامة، لا كل من ينتمي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وينتسب إليه، ويجب المعاداة لمعاند الإمام سواء كان المعاند من ذرية النبي (صلى الله عليه وآله) أم غيرهم.
- ومما يدل على وجوب الانتظار ما رواه الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كمال الدين (1) بإسناده عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم هو المهدي أو غيره فابتدأني فقال لي: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي.
- وفيه (2) بسندين صحيحين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال أقرب ما يكون العباد من الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عز وجل ولا بيناته فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء وإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته، فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب عنهم حجته طرفة عين ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس.
المقام الثالث في معنى الانتظار المأمور به في تلك الأخبار وهو كيفية نفسانية ينبعث منها التهيؤ لما تنتظره، وضده اليأس فكلما كان الانتظار أشد كان التهيؤ آكد ألا ترى أنه إذا كان لك مسافر تتوقع قدومه ازداد تهيؤك لقدومه كلما قرب حينه، بل ربما تبدل رقادك بالسهاد لشدة الانتظار، وكما تتفاوت مراتب الانتظار من هذه الجهة، كذلك تتفاوت مراتبه من حيث حبك لمن تنتظره، فكلما اشتد الحب ازداد التهيؤ