مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ٢ - الصفحة ١١٧
إلا الخوف والتقية.
- وهي ما رواه عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا علي بن موسى (عليه السلام) يقول: القائم المهدي (عليه السلام) ابن ابني الحسن لا يرى جسمه ولا يسمي باسمه بعد غيبته أحد حتى يراه ويعلن باسمه فليسمه كل الخلق فقلنا له: يا سيدنا فإن قلنا:
صاحب الغيبة وصاحب الزمان والمهدي قال: هو كله جائز مطلقا وإنما نهيتكم عن التصريح باسمه الخفي عن أعدائنا فلا يعرفوه:
قلت لا يجوز التعويل على ذلك لوجوه.
أحدها: إن حسين بن حمدان ضعيف كما في الوجيزة وفي نقد الرجال عن النجاشي:
حسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني أبو عبد الله كان فاسد المذهب له كتب. وكذا في منتهى المقال.
وفيه عن الخلاصة: الحسين بن حمدان الجنبلاني بالجيم المضمومة والنون الساكنة والموحدة الحضيني بالمهملة المضمومة والمعجمة والنون بعد الياء أبو عبد الله كان فاسد المذهب كذاب صاحب مقالة ملعون لا يلتفت إليه ومثله عن رجال ابن داود (رضي الله عنه) لكن ضبط الخصيني بالمعجمة والمهملة والمثناة تحت والمفردة.
ومما يدل على عدم صحة الاعتماد عليه أن المحقق العالم النوري (رضي الله عنه) لم يعتمد عليه في هذا المقام مع أنه رواه في باب ألقاب الحجة عجل الله تعالى فرجه وهذا العالم الجليل من أجلاء العارفين بأحوال الرواة كما لا يخفى على من نظر في كتبه جزاه الله تعالى عن الإسلام وأهله خير الجزاء فكيف يجوز التمسك بمثل هذا الحديث في صرف عمومات أدلة التحريم عن ظواهرها.
والوجه الثاني: أن هذا الحديث على فرض صدوره ليس صريحا في المدعى فراجع وتدبر.
الثالث: إنه على فرض دلالته لا يدل على انحصار علة التحريم في ذلك كي يقتصر على مورد وجود العلة بل لا يمكن أن يكون ذلك علة حقيقية لأن الضمير في قوله: فلا يعرفوه؟
إن كان راجعا إلى الاسم يعني لا يجوز ذكر هذا الاسم لئلا يعرفه الأعداء كان هذا خلفا. لأنهم عرفوه بالأخبار الكثيرة المروية عن النبي والأئمة المصرحة بأن اسمه اسم رسول الله فقد
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»