مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج ١ - الصفحة ٩٧
وقال آخر:
هو البحر من أي النواحي أتيته * ولجته المعروف والبر ساحله تعود بسط الكف حتى لو أنه * أراد انقباضا لم تعطه أنامله فلو لم يكن في كفه غير نفسه * لجاد بها فليتق الله سائله وقال مؤلف هذا الكتاب عفى الله تعالى عنه في التضمين:
إن الذي خلق المكارم حازها * في ذات آدم للإمام القائم حرف الشين المعجمة: شجاعته (عليه السلام) تبين مما مر في حربه وجهاده ويأتي في علمه وفي قتل الكفرة.
شفاعته (عليه السلام) لنا إن شاء الله تعالى - في غاية المرام (1) من طريق العامة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله)، أنا واردكم على الحوض، وأنت يا علي الساقي، والحسن الذائد والحسين الآمر وعلي بن الحسين الفارض، ومحمد بن علي الناشر، وجعفر بن محمد السائق، وموسى بن جعفر محصي المحبين والمبغضين وقامع المنافقين، وعلي بن موسى مزين المؤمنين، ومحمد بن علي منزل أهل الجنة في درجاتهم، وعلي بن محمد خطيب شيعته ومزوجهم الحور العين، والحسن بن علي سراج أهل الجنة يستضيئون به، والمهدي شفيعهم يوم القيامة حيث لا يأذن الله إلا لمن يشاء ويرضى.
أقول: السر في تخصيص الشفاعة بمولانا الحجة (عليه السلام) مع أنهم جميعا شفعاء يوم القيامة أن شفاعتهم لا تشمل المنكرين لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) * (فما لهم من شافعين ولا صديق حميم) * وإن أقروا بمن سبقه من الأئمة الطاهرين.
- ولهذا ورد في الحديث المروي، في كمال الدين (2) عن الصادق (عليه السلام): من أقر بالأئمة من آبائي وولدي، وجحد المهدي من ولدي، كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد

١ - غاية المرام: ٦٩٢ المقصد الثاني باب ١٤١ ح ٢، مائة منقبة: ٢٣، ينابيع المودة: 2 / 241.
2 - إكمال الدين: 2 / 338 باب 33 ذيل 12.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»