- وفيه (1) من كتاب سعد السعود نقلا عن صحف إدريس (عليه السلام): وألقي في تلك الزمان الأمانة على الأرض فلا يضر شئ شيئا ولا يخاف شئ من شئ ثم تكون الهوام والمواشي بين الناس فلا يؤذي بعضهم بعضا وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها وأذهب سم كل ما يلدغ وأنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها، ويخرج كل ثمارها وأنواع طيبها وألقي الرأفة والرحمة بينهم (الخ).
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها ولذهبت الشحناء من قلوب العباد واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه.
ومر في حرف الألف ما يدل على ذلك.
حرف الزاي المعجمة: زحمته (عليه السلام) في دين الله تظهر مما مر في جهاده وحربه وغيرهما، ويأتي في صبره، وقتل الكافرين وغيرهما ما يدل عليه.
زهده (عليه السلام) - في الكافي (2) بإسناده عن حماد بن عثمان قال: حضرت أبا عبد الله (عليه السلام)، وقال له رجل أصلحك الله، ذكرت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس الخشن: يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك، ونرى عليك اللباس الجديد، فقال (عليه السلام) له: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت (عليه السلام) إذا قام لبس ثياب علي (عليه السلام) وسار بسيرة علي (عليه السلام).
أقول: ولعل هذا هو المراد في قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي عبد الله الجدلي: ألا أخبرك بأنف المهدي (عليه السلام) وعينه؟ قال: قلت نعم، فضرب بيده إلى صدره، فقال: أنا. انتهى.
لأن الأنف بمعنى السيد، والمقتدى به في الأمور والعين بمعنى من يكون كذات الشئ